سواء اتفقنا او اختلفنا ، فالحرب في اليمن ليست من صالح الطرفين، ولا الشعب اليمني، والحل في اليمن هو سياسي في النهاية لوقف ما تبقى من اليمن السعيد ، من خلال ادراك الساسة بان اليمن في حاجة لرأب الصدع والجلوس مع كافة الاطراف وبدء محادثات سلام جادة تنهي المأساة والوصول إلى حل يرضي الجميع لأجل اليمن وعراقته وتاريخه.
استمرار الحرب سيؤلد كارثة، وحرب استنزاف لا نهاية لها، وتفجيرات هنا وهناك ، فعلي الساسة الاستجابة للمطالب والقرارات الدولية والنداءات الخليجية ، فلا تحرقوا بلدكم ايها اليمنيون، كما احرقت بعض الدول العربية ، ولا زالت تعاني من الطحالب التي تكاثرت نتيجة هذه المستنقعات القتالية الطائفية.!
مفاوضات تحتاج لقرارات وتنفيذ مقابل التنازل عن بعض المكتسبات هنا وهناك، ولوقف القصف المتبادل بين القوى الشرعية والغير شرعية ، فالافعال تنافي الأقوال، والتعاطي مع الأزمة اليمنية يجب ان يتم من خلال الحوار المباشر بين جميع الفرقاء وعلى أساس لا منتصر ولا مهزوم ، اذا اردنا لليمن الاستقرار.
نوايا خليجية جادة لايجاد السلام والاستقرار في اليمن ، ومساعي دولية وخليجية تبذل هنا وهناك لوقف المعارك ورفع المعاناة عن الشعب اليمني من خلال المصالحة والمصارحة، وان تكون هناك جدية للتوصل لحلول للازمة السياسية من خلال تفعيل المبادرة الخليجية والقرارات الاممية ، ومن ثم يترك لليمنيين الحرية في اختيار حكومتهم التي يرتضونها من خلال اقتراع يشرف عليه مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والامم المتحدة.
لقد فوتت الأطراف المعنية فرص السلام الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلت لحالة الانقسام والفوضى داخليا وخارجيا ، فالخطة الدولية للحل في اليمن في الملعب بعد موافقة طرف عليها وعلى المبادرات السلمية.
لذا فإن التحركات الخليجية المستمرة لوقف نزيف الحرب واثارها ، يعززه عدم وجود نوايا خليجية لاستمرار الحرب بل للحفاظ على اليمن موحدا مستقرا، والتحالف العربي بقيادة المملكة والجهود الدبلوماسية الكويتية وتحركات السلطنة مع جميع الاطراف المتنازعة ما زالت مستمرة لانقاذ البلد من حرب طائفية ان وقعت ستحرق الاخضر واليابس في كل ارجاء اليمن.!
فما يحدث في اليمن للأسف يؤدي فقط الى زيادة الكوارث، فهناك فرق بين من يحمي وطنه بدمه، وبين من يهدر دم وطنه، فالحل يتطلب وقف الحرب من الجانبين، واجراء مفاوضات وانتخابات نزيهة ، على مبدأ ومقولة ( لامنتصر ولا مهزوم) فكلا الطرفين وجهان لعملة واحدة في هذه المرحلة.
فالمساعي الحميدة التي ابدتها الحكومة الكويتية والتسهيلات الكبيرة لانجاح المفاوضات من اطراف عدة، اصطدمت بواقع اخر، فمسؤولية الإخفاق يتحمله المفاوضون واصرارهم على مصالحهم الشخصية احيانا ، فالأزمة باتت تحمل في طياتها امورا كثيرة ، وليس من السهل اغفالها او تجاهلها، فمن غير المعقول ان يستمر الوضع على ماهو عليه.
ودول الخليج لا يمكنها تقديم أي تنازلات يمكن أن تهدد اليمن كدولة وكشعب وكذلك لا يمكنها تقديم تنازلات قد تكون خطراً على الأمن القومي الخليجي. وليس من المبالغة القول، بأن شريحة كبيرة من المجتمع اليمني باتت تتطلع لالتقاط الانفاس والعيش في امن وسلام بعيدا عن المذهبية والطائفية واحلال السلام الشامل في كل ربوعه من الجنوب الى الشمال بعد ان حول المنتفعون حياة اليمنيين الى جحيم لا يُطاق، وان الاوان للمصالحة والمفاوضات الجادة والنوايا الصادقة وتشكيل حكومة وحدة وطنية في المقام الاول دون محاصصه ، فشكرا لحكومة دولة الكويت على دورها في احتضان المفاوضات، وشكرا لدول مجلس التعاون على اصرارها المستمر والدوؤب لوقف النزاع في اليمن ويراعي مصالحه وأمنه واستقراره.. فحل الازمة يبدأ بنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة وجدية دون منتصر او مهزوم ... والله من وراء القصد.
batamira@hotmail.com