رغم الآمال الكبيرة المعلقة على إجتماع الجزائر، يؤكد معظم المراقبين صعوبة التوصل لاتفاق لتجميد الإنتاج بين الدول الكبرى المنتجة للنفط في منتدى الطاقة الدولي الذي ينطلق غدا في الجزائر . ولعل أكثر ما يدفع لهذه التوقعات هو حدة التوتر السعودي الايراني التي قد تكون له الكلمة الفصل في نجاح أو فشل هذا الاجتماع.
صحيفة challenges الفرنسية أوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأنه وبالنظر إلى ما تشهده العلاقات السعودية الايرانية من توتر في الاسابيع الماضية، فإن نجاح إجتماع الجزائر في التوصل لاتفاق بتجميد الانتاج يعد أمرا مستبعدا ان لم يكن مستحيلا.
ويذهب في هذا الاتجاه أوليفييه ريتش الخبير النفطي السابق في وكالة الطاقة الدولية، والذي أكد بأنه من الوهم إنتظار نتائج ايجابية من إجتماع الجزائر، ويعود ذلك وفق تعبيره لتفاقم التوتر بين السعودية وايران.
ولعل ما يدعم فكرة فشل اجتماع الجزائر في التوصل لاتفاق ينهي ازمة اسعار النفط هو السعي المحموم بين الدول المنتجة للمحافظة على حصتها في السوق على غرار السعودية وإيران، ذلك أن طهران تأمل في إستغلال رفع العقوبات الاقتصادية عنها لرفع إنتاجها، وهي التي وضعت من بين أهدافها ان يصل انتاجها إلى أربعة ملايين برميل يوميا في حين يبلغ انتاجها الحالي أكثر من 3.6 مليون برميل فقط.
لذلك فإن موافقة إيران على تجميد الانتاج قد يكون فكرة مستبعدة جدا وفق الصحيفة الفرنسية وهو مايؤكده 21 محللا وخبيرا نفطيا من أصل 23 إستطلعتهم وكالة بلومبرغ حول إمكانية الاتفاق على التجميد في اجتماع الجزائر، وهو ما يؤكده أيضا الخبير النفطي بنيامين لوفاي الذي أشار إلى أن "كل شيء يشير إلى أنه لن يكون هناك اتفاق، في الجزائر ".
إلى ذلك تضيف الصحيفة الفرنسية أن هذا الاستنتاج قد يجد له مبررات وأسباب أخرى خاصة إذا ما تعلق الامر برغبة المملكة العربية السعودية في المحافظة على حصتها في السوق في ظل المنافسة الشرسة من إيران وكذلك الولايات المتحدة من منتجي النفط الصخري حيث بلغت قيمة زيادة المعروض أكثر من 1.1 مليون برميل يوميا وفقا لوكالة الطاقة الدولية بسبب المنافسة الشرسة بين الدول المنتجة للمحافظة على حصتها في السوق .
وتسعى السعودية في هذا السياق الى المحافظة على حصتها الكبيرة في السوق وخنق منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة وذلك من خلال لعب ورقة الانتاج كأولوية على ورقة الاسعار بما أن 10 دولارات فقط للبرميل الواحد يعد كافيا بالنسبة للمملكة في حين تفرض عملية الانتاج المكلفة في الولايات المتحدة ان تكون اسعار النفط بين 50 و80 دولار على الاقل وفق ما يؤكده الخبراء.
وقد نجحت هذه الاستراتيجية الى حد الآن في ضمان سيطرة السعودية على السوق حيث يشير الخبير النفطي بنيامين لواي بأن السعودية تعرف بأنها منتصرة في هذه المعركة لذلك فلا شيء سيجبرها على إعادة التفاوض على الانتاج كما أنه "سيكون من المثير للدهشة أن يقبل السعوديون الآن تجميد الذي من شأنه ان يرفع الأسعار ليستفيد منافسو المملكة خاصة المنتجين الأمريكيين ".
وتختم الصحيفة الأمريكية مقالها بالتأكيد على أن فشل إجتماع الجزائر منتظر جدا بالنظر للاستراتيجية المختلفة التي تتبعها السعودية وايران في السوق وكذلك لتسبب هذا الصراع بين البلدين في فشل إجتماع الدوحة قبل عدة أشهر.