2016-05-26 

الصراع السعودي الإيراني يهدد مستقبل " أوبك "

من دبي سيف العبد الله

اتخذ الصراع السعودي الايراني أشكالا مختلفة ووسائل عديدة لم تتوقف عند المستويين العسكري والسياسي بل تجاوزتها الى المستوى الاقتصادي، حيث يمثل الخلاف بين البلدين حول كميات الانتاج من النفط أحد أهم عوائق التوصل لاتفاق ينهي أزمة أسعار الذهب الاسود وهو ما يتوقع بأن يلقي بظلاله على اجتماع  أوبك  الثاني من يونيو (حزيران)  الذي قد يكون مصيره مشابها لمثير اجتماع الدوحة.


أصل الخلاف هو السعي الإيراني للترفيع في إنتاجها من النفط وإسترجاع حصتها من السوق الى ما قبل فرض العقوبات الاقتصادية عنها وهو ما يمثل سباحة عكس تيار الدول النفطية الاخرى ومنها السعودية والتي تسعى لتجميد الانتاج كوسيلة لانهاء تدني اسعار النفط.

 

سعي ايران للترفيع في انتاجها جعل طهران ترفض الانضمام إلى مبادرة لزيادة الأسعار من خلال تجميد الإنتاج لكنها أشارت إلى أنها ستنضم للجهود المستقبلية فور أن يتعافى إنتاجها بشكل كاف.

 

وعلى الرغم من تأكيد وكالة الطاقة الدولية  أن إنتاج إيران بلغ مستويات ما قبل فرض العقوبات عنها بسبب برنامجها النووي، الا ان  طهران تنفي ذلك.


تعنت إيراني يضع إمكانية التوصل لاتفاق ينهي عزمة تراجع النفط أمرا مستبعدا جدا حيث أكد مندوب من منتج رئيسي بالشرق الأوسط لرويترز أنه  لا يعتقد أن أوبك ستقرر أي شيء بما أن السوق يتعافى بسبب تعطل الإمدادات وانتعاش الطلب مضيفا بأن قرار التجميد لم يعد أمرا مطروحا. 

 

أما بالنسبة للملكة العربية السعودية فقد رفضت هي الاخرى الموافقة على اتفاق التجميد من دون التزام إيران به لانها ترى تهديدا كبيرا في عدم التزام ايران بهذا الاتفاق لانها تعتقد بأن إيران تستغل عائدات النفط الذي تنتجه لتمويل تدخلها في البلدان العربية كسوريا واليمن.

 

وتنقل رويترز عن  مندوبين من أعضاء آخرين في أوبك إن إيران لن تكبح الإمدادات على الأرجح لأنها تعتقد أن السعودية ينبغي أن تخفض إنتاجها لتفسح المجال للنفط الإيراني، وهو ما لن يحصل وفق ذات المندوبين حتى في ظل تغيير وزير النفط السعوي خالد الفالح بدلا لعلي النعيمي.

 

وعلى الرغم من أن الرياض وطهران ساهمتا قبل 56 عاما في تأسيس أوبك إلا أن الخلافات بين البلدين حول  سياسة أوبك أصبح يهدد مستقبل المنظمة وقدرتها على اتخاذ قرارات صارمة والزام الدول النفطية بها. 

 


وزادت الخلافات الاقليمية بين البلدين من اتساع رقعة الخلاف النفطي بين البلدين حيث تختلف السعودية وإيران بشأن توجه أوبك التي  أخفقت في اتخاذ قرار بشأن استراتيجية طويلة الأمد لأن السعودية تعترض على اقتراح إيران أن تستهدف المنظمة "إدارة فعالة للإنتاج".

 


ونظرا لحجم تباين الموقفين السعودي والايراني ومدى تأثيره على الاجتماع المرتقب يقول بول هورسنيل المحلل لدى ستاندرد تشارترد "المطمح الوحيد لأوبك في اجتماعها في الثاني من يونيو (حزيران) هو ببساطة عدم تكرار فوضى عملية الدوحة." مؤكدا بأن خيار أن يكون الاجتماع بسيطا و بدون تعهدات ملزمة والأهم بدون خلافات علنية سيكون أفضل نتيجة.

 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه