يقتصر فهم وتحليل الغرب للصراع السعودي الإيراني على أن أسبابه عقائدية بالأساس غير أن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير بما أن الخلاف بين البلدين أعمق من أن يكون عقائديا فقط.
في ذات السياق تؤكد قناة دوتشي فيله بأن هذا الفهم وهذه الصورة في حاجة إلى المراجعة بما أن العلاقات بين البلدين الجانبين أكثر تعقيدا من أن تختزل في أنها صراع المذهبي.
ويشير التقرير الذي أعده جوزيف كويتورو وعبد الحي العلمي بأن العلاقات السعودية الايرانية كانت متينة حتى الإطاحة بالشاه في إيران عام 1979 وتأسيس الجمهورية الإسلامية، فعلى الرغم من الإعتراف السعودي بها إلى أن الخميني أدار بظهره للمملكة من خلال تشبثه بالعمل على ما يصفه "نشر الثورة الإسلامية في الخارج،" و تحريض الجالية الشيعية في السعودية بدعوى "تحرير المستضعفين".
ولم تتوقف السياسة الإستفزازية الإيرانية عند ذلك بل وصلت إلى مطالبة الخميني بالمشاركة في إدارة شؤون الحج في مكة المكرمة والتي يتظاهر فيها الحجاج الإيرانيون من وقت لآخر، مما كان يؤثر على مسار فعاليات مناسك الحج وهو ما دفع بالسعودية والملك فهد إلى إتخاذ موقف مغاير تمام من طهران وإعتبارها خطرا يهدد أمنها.
ويضيف التقرير بأنه وعلى الرغم من التحول في أولويات البلدين والتوقيع على اتفاقية التعاون الأمني بينهما عام 2001 فقد عادت الصراع بين البلدين للاحتدام أكثر بعد الخطوة الإيرانية بتسليح ميليشيات حزب الله المناصرة لها بالإضافة إلى إصرار طهران على برنامجها النووي.
هذا قبل أن تساهم الثورات العربية المفاجئة والحرب الأهلية في سوريا في تعميق الخلاف السعودي الإيراني خاصة بعد إرسال طهران لمقاتلين لدعم نظام بشار الاسد قبل ان يساهم بروز تنظيم الدولة الاسلامية في تصعيد حدة الخطاب بين البلدين حيث يتبادل البلدان الاتهامات بمساندة ودعم الإرهاب وقد كان مؤتمر الأمن الذي انعقد أخيرا في ميونيخ آخر حلقة في هذا الصراع حيث اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن إيران تحالفت خفية مع تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي