تواجه المملكة العربية السعودية وضعية صعبة في ظل تتالي مطالبات الدول المنتجة للبترول في منظمة اوبك بإستبعادها من إتفاق تجميد الانتاج، وهو ما يجعل السعودية امام معادلة صعبة قبل إجتماع أوبك الحاسم الشهر القادم.
وكالة بلومبرغ الأمريكية اوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه أن جهود السعودية لانهاء حقبة انخفاض اسعار النفط من خلال العمل على انجاح فكرة تجميد الانتاج تواجه تحديات كبيرة قد تعصف بإتفاق الجزائر وتمدد في فترة الركود المالية في المملكة.
وتشير الوكالة الى ان قائمة الدول التي تعارض تجميد الانتاج وتريد الانسحاب من إلتزامها بإتفاق اجتماع الجزائر قد شهدت انضمام دول مهمة مثل العراق وايران،ففي حين تسعى العراق للتملص من التزامها باتفاق تجميد الانتاج تسعى ايران أيضا لاستبعاد انتاجها من هذا الاتفاق .
ولعل ما يضع إجتماع منظمة اوبك الشهر القادم على المحك هو تعافي الانتاج في حقول نيجيريا وليبيا، وهما البلدان المعفيين من صفقة الجزائر بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الصناعات النفطية في هاذين البلدين، وهو ما يجعل الدول الغير راغبة في الالتزام باجتماع الجزائر قادرة على الاطاحة بصفقة تجميد الانتاج ذلك أن هذه الدول مجتمعة تمثل أكثر من ثلث انتاج اوبك.
لذلك تشير بلومبرغ ان السعودية أكبر منتج للنفط وصاحبة القرار الفصل في منظمة اوبك تجد نفسها أمام منعطف خطير في دفاعها عن فكرة تجميد الانتاج لانهاء حقبة انخفاض الاسعار ،ذلك ان المملكة العربية السعودية تجد نفسها امام خيارين أحلاهما مر إما تحمل التنازل عن حصتها في السوق لمنتجين آخرين، أو فقدان مصداقيتها من خلال تليين شروط الصفقة او التخلي عنها.
يذكر ان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح كان قد شدد خلال كلمة ألقاها في لندن الأسبوع الماضي، على الحاجة الى دعم ومشاركة الدول من خارج منظمة اوبك لفكرة التجميد لانهاء حقبة انخفاض أسعار النفط.