نعى رئيس التحرير السابق صحيفة الشرق الاوسط عرفان نظام الدين على صفحته على الفايسبوك الأمير الراحل تركي بن عبد العزيز آل سعود معددا مناقبه ومسترجعا بعض الذكريات التي سجل خلالها مواقف إنسانية مؤثرة في حياة الأمير الراحل .
و يؤكد نظام الدين بأن أمير الانسانية تركي بن عبد العزيز ال سعود رحمه الله كان من أطيب الناس الذين عرفهم في حياته، بما أنه بتميز بطيبة وتواضع وحكمة وايمان وسعي دائم للخير ، مضيفا بأنه سيحتاج لمساحات واسعة للحديث عن سجله المشرف غير أنه إختار ذكر حادثتين معبرتين عن اخلاق الراحل الغالي.
فيقول رئيس التحرير السابق صحيفة الشرق الأوسط، بأن الحادثة الاولي كانت عندما كان نظام الدين رئيساً لتحرير الشرق الاوسط حين زاره وفد يمثل جمعية المرأة العربية برئاسة المرحومة عصمت السعيد لطلب المساعدة في إنقاذ طفل عراقي في العاشرة من عمره يواجه الموت خلال عشرة ايام لانه كان بحاجة الي عملية زرع نخاع شوكي فوراً، وهو ما دفعه لينشر على الفور مقالاً بعنوان: انقذوا هذا الطفل العراقي.
مقال يبدو بأنه وجد صداه عند الأمبر الراحل حيث يتذكر الرئيس السابق لصحيفة الشرق الأوسط بأنه و عند الفجر كان أمير الانسانية اول المتصلين سابقاً عشرات من رجال الخير حيث قال له" انا سأتكفل بكل التكاليف"، وهو ما حصل بالفعل فتم إجراء العملية بنجاح.
حادثة يشير نظام الدين بأنها كانت مؤثرة جدا فبعد نجاح العملية زاره الطفل مع اهله في مكتبه ، لذلك فقد اتصل بالأمير لإبلاغه بالبشري، عندها لم يستطع الأمير تركي حبس دموعه التي غالبته وهو يسمع صوت الطفل الناجي بفضل الله ومبادرته.
ويضيف نظام الدين أنه و بعد أيام تلقى حالة عاجلة عن استاذة جامعية مغربية وأم لطفلين مصابة بسرطان في الرأس فكتب عن حالتها فإذا بسيل من الاتصالات تعرض المساعدة من بينها من رجال خير في شركة سعودية جمعوا أموالاً فيما بينهم فأبلغهم بعنوان المستشفي في باريس، وفي ذلك الوقت إتصل به بالأمير معاتباً وموكداً انه مستعد للتكفل بكامل المصاريف وعندما علم بان المبلغ قد تم تأمينه بدا عليه الحزن وقال له "لماذا تحرمني ياعرفان من عمل الخير؟" ، ليعتذر حينها رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الاوسط فيرد الامير قائلا: من الان وصاعداً لا تكتب عن اي حالة جديدة فقط ابلغني بها وانا الكفيل بكل المصاريف .
وهكذا يقول نظام الدين كانت وتوالت مكرمات الامير النبيل وهذا غيض من فيض مآثره رحمه الله واسكنه فسيح جناته وجزاه الله كل خير.
وعن الصورة التي نشرها رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الاوسط على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك فشير بأنها "للأمير النبيل بيني وبين اخي الزميل عثمان العمير وبدا راحل كبير اخر وهو السفير ناصر المنقور رحمه الله."
وقد شغل الأمير المولود في عام 1932، منصب نائب وزير الدفاع والطيران السعودي في عهد الملك فيصل حتى بداية عهد الملك فهد في العام 1983، قبل ان يغادر بعد ذلك السعودية ويقيم في مصر مع أسرته حتى عام 2010 ، حين قرر العودة إلى الرياض والاستقرار بها.
كما عُيّن الأمير تركي في عام 1957 أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة، وذلك لسفر أمير المنطقة حينها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود برفقة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود إلى لبنان.
وقد عرف الأمير الراحل بطيبته وأخلاقه النبيلة ومواقفه الإنسانية التي بقيت راسخة في ذهن كل من عرفه.