يقود ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جهود المملكة العربية السعودية لانهاء إعتمادها على النفط، متسلحا بطموح كبير في تحقيق تغييرات إجتماعية وإقتصادية والإنتقال بالسعودية من إقتصاد يكبله الارتباط بأسعار النفط إلى إقتصاد تنافسي على المستوى الاقليمي والعالمي.
قناة nbc الأمريكية اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن الأمير محمد بن سلمان يحمل على عاتقه تغيير المنوال الإقتصادي وكذلك المجتمعي في المملكة من خلال رؤية السعودية 2030.
من جانبه يؤكد المحلل السعودي أحمد الابراهيم أن الأمير محمد بن سلمان هو روح التغيير في المملكة التي يستمدها من طموحاته الكبيرة وعقليته الأوروبية التي يريد ان يطبقها في السعودية.
وبموجب الخطة، تسعى السعودية أكبر منتج للنفط في العالم لأن تصبح قوة إستثمار عالمية و مركز لوجستي للقارات الثلاثة - آسيا وأوروبا وأفريقيا - ومصدرا للسلع مثل الذهب والفوسفات واليورانيوم، وبوابة للتجارة العالمية وفق الملك سلمان.
هذا ويشير التقرير إلى أنه و كجزء من التحول الاقتصادي الذي تسعى رؤية السعودية 2030 لتحقيقه ، أقرت المملكة خفض الدعم النفط والمياه والكهرباء، وتخفيض أجور المسؤولين والامتيازات، كما تخطط الحكومة أيضا لخصخصة جزئية لشركة أرامكو عملاق النفط المملوكة للدولة.
هذا وتسير رؤية 2030 التي صاغها نائب الأمير ولي العهد، الذي يشغل منصب رئيس المجلس السعودي للشؤون الاقتصادية والتنمية جنبا إلى جنب مع التحول الاجتماعي في المملكة المحافظة.
غير أن هذه الرؤية المستقبلية الطموحة التي يشرف عليها ولي ولي العهد تواجه عدة تحديات على غرار التعامل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والصراع السعودي الايراني والتحالف الذي تقوده المملكة في اليمن ضد الحوثيين.
من جانبه يعتقد سفير الولايات المتحدة السابق لدى الرياض تشارلز فريمان أنه من الواضح أن الملك سلمان على دراية كبيرة بالتحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية، لذلك فهو يبحث عن سبل لاستغلال العديد من المزايا في السعودية.
كما تعتمد المملكة لتحقيق برنامجها الإصلاحي على اقتصاد المعرفة الذي يعتبر المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية، حيث يعد برنامج المنح الدراسية التي بدأت المملكة في تطبيقه في عام 2005 ركيزة أساسية في التحول وتحقيق أهداف التحديث.
وقد إستفاد من هذا البرنامج 180،000 طالب سعودي واصل دراسته في الخارج، فيما تعتبر الحكومة أن هؤلاء الشباب والطلاب أداة التغيير في المجتمع وإقتصاد الدولة.
إلى ذلك تهدف رؤية السعودية 2030 إلى تمكين المرأة السعودية من دور أكبر في المجتمع وإقتصاد الدولة من خلال عدد من المبادرات والقرارات التي تهدف لرفع مشاركة المرأة في سوق العمل ولإعطائها مكانة إجتماعية أكبر.
هذا ويشير التقرير إلى انه ورغم حجم التحديات الداخلية والإقليمية و الأمنية والإقتصادية، إلا ان طموح الأمير محمد بن سلمان ورغبته في التغيير إضافة إلى المساندة الكبيرة التي يحضى بها داخل المجتمع السعودي تعد مقومات قادرة على ضمان نجاح خطة التحو والتحديث.