2016-12-08 

السعودية - مصر..لا يمكن للحليفين المشي بعيدا عن بعضهما

من جدة، سلمان الحارثي

تمر العلاقات السعودية المصرية بأكثر المراحل توترا وجمودا، في ظل غضب سعودي مما تصفه بالخيانة المصرية للتوافق العربي والتعهدات الثنائية وما تراه القاهرة  تباينا في المواقف مع الرياض حول عدد من الملفات الاقليمية. ورغم تعمق هوة الخلاف إلا أن عددا من التقارير تؤكد بان الوضع الحالي هي سحابة صيف عابرة بين الحليفين الاقليميين.

 

 


موقع LobeLog أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكدت فيه بأن سبب الخلاف والتوتر بين الرياض والقاهرة يعود بالأساس إلى تباين المواقف بين البلدين حول عدد من الاولويات و القضايا الاقليمية ، ففي  حين تعتبر السعودية مقاومة المد الايراني في كل المنطقة وخاصة  في اليمن و سوريا والعراق أولوية قصوى، توجه مصر بوصلة إهتماماتها إلى مقاومة التنظيمات المتطرفة التي تهدد أمنها القومي في شبه جزيرة سيناء و حدودها مع ليبيا.

 

 

تباين جعل مصر ترد بإحتشام على الدعم  المالي والاقتصادي والسياسي الذي وجدته من المملكة بمشاركة ودعم محتشم في التحالف العربي الذي تقوده المملكة في اليمن ضد الحوثيين في اليمن

 

لكن الشعرة التي قسمت ظهر البعير كانت إنتصار القاهرة لموقف إيران وروسيا في  الملف السوري، بتصويتها لصالح مبادرة روسية لحل الازمة السورية، بالاضافة إلى  أن  نظام السيسي يعتقد  بأن بقاء الرئيس السوري الأسد جزء من الحل، في حين ترى السعودية في رحيله شرطا لانهاء الازمة والحرب في سوريا. 

 

 


وتلعب روسيا دورا رئيسيا في مناورة مصر الجيوسياسية وهو ما يزعج المملكة أكثر، فقد  نمت الشراكة  بين السيسي وفلاديمير بوتين إلى حد كبير في السنوات الأخيرة. ففي سبتمبر 2014، وقعت مصر وروسيا على صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار، و في مايو، أعلن المصريون عن خطط لبناء محطة للطاقة النووية مع قرض بقيمة 25 مليار دولار من موسكو.  وفي أكتوبر، استضافت مصر مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا.

 

 تقارب وتجانس مصري روسي يزعج المملكة العربية السعودية التي تخشى من إرتماء حليفها التاريخي في أحضان إيران، خاصة وأنها كانت ترى في القاهرة حليفا إقليميا وإستراتيجيا تدعمه في أزمته الاقتصادية فيرد بدعمه  للرياض في جهودها للحد من السياسة العدوانية الايرانية في المنطقة.   

 

 

إلى ذلك يشير التقرير بأنه ورغم الخلاف والتوتر بين  السعودية ومصر إلا أن لا القاهرة ولا الرياض بإمكانهما المشي بعيد عن بعضهما، فرغم غضب السعودية من نظام السيسي فإن إستقرار الوضع الاقتصادي وعدم إنفلات الوضع الامني في مصر خاصة في ظل  حرب الجيش المصري ضد فروع الدولة الإسلامية في سيناء المصرية ، أمر في غاية من الاهمية بالنسبة  للسعودية التي ترى في بقاء قناة لسويس  مستقرة وبعيدة عن النشاط الارهابي اولوية لأنها تعد طريقا هامة للامدادات في المنطقة .

 


ويختم التقرير أنه وبالنظر لتجذر العلاقات بين السعودية ومصر ووجود نقاط إلتقاء كثيرة فإن التوتر الحالي في العلاقات الثنائية لا يمكن أن يكون طلاقا بين الحليفين الاقليميين.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه