3180
اتحفنا، ويا لكثرة ما يتحفنا الرئيس باراك أوباما، بتحليل جديد عن الأزمة في منطقتنا مفاده أن الصراع في جزء منه هو صراع بين السنة والشيعة، قائلاً بالحرف «ولا يمكن للولايات المتحدة حل هذا الصراع الدائر منذ قرون بين ليلة وضحاها». ويكمل، لا فض فوه، إن أسباب التطرف لدى الشباب المسلم سببها ديموغرافي واقتصادي، وعزا النزعة التي نراها الآن لديهم إلى «عقيدة منحرفة تم تضخيمها عبر الإنترنت وهذه العقيدة تستقط
سعدت وسائل الإعلام الغربية يوم الأحد الماضي بتصريحات المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، القائلة بأنه لا يعارض «صفقة جيدة» بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني، لكن كان واضحا أنه يريدها بـ«شروطه»، مما يعني عدم وجود أي تحول في الاستراتيجية الإيرانية. وهذا أمر مؤكد من خلال ما يجري داخل إيران والتغطية الإعلامية ودور المرشد الأعلى بالذات، خصوصا في الحملة التي يتعرض لها محمد جواد ظريف وزير الخ
وهبنى الله فضيلة الاعتذار عن الخطأ والتراجع عن المضى فيه إذا أنار الله بصيرتى وجعلنى أدرك جوانب أخرى للحقيقة ترتفع بى عن مستوى الجدل الشخصى إلى الحوار الموضوعى وأنا أقر اليوم بأن «مجلس الشيوخ»ـ التسمية البديلة المنتظرة فى الدستور الجديد «لمجلس الشورى السابق»ـ كان ضرورة كما أن الوقوف ضد استمراره لم يكن قراراً حكيماً، وكان قراراً متسرعاً سببه دور «مجلس الشورى السابق»، وعلاقته الملتبسة بالصحافة، ودور
تجاوز موضوع الإرهاب عالمياً، أروقة السياسيين من رؤساء دول وهيئات ولجان، إلى الشارع والمواطن العادي، وأمام من يخططون للاستراتيجيات البعيدة، لا نجد تعريفاً للإرهاب بشكل محدد بل ترك سوقاً مفتوحة يكسب ويخسر بها من يعرف كيف يوظفه ببراعة السياسي دون هم لمبدأ الأمن، ولذلك انصب الاهتمام للقضاء على داعش، بينما الفشل يلاحقهم بالقضاء على الأم القاعدة والتي عشعشت في بلدان كالعراق وسورية واليمن وليبيا، وإسلامي
تأخر الرئيس أوباما فى تقديم استراتيجية جديدة للأمن القومى متسببا فى زيادة قلق صانعى السياسة فى الدول الحليفة والقيادات السياسية والبيروقراطية فى الولايات المتحدة. قيل الكثير فى أسباب التأخير. بعض ما قيل يمكن قبوله مثل أن أوباما كان ينتظر تطورا واحدا إيجابيا يزين به استراتيجيته الجديدة، ومن حسن حظه جاء هذا التطور أخيرا فى شكل مؤشرات جيدة عن بدء الانتعاش الاقتصادى فى الولايات المتحدة. أسباب أخرى لم
طبقا لأحدث صيحة فى خطاب الشيطنة فإن كل مختلف صار «داعشيا». ذلك ان جماعة «الدولة الإسلامية» لم يقصروا فى تقديم أنفسهم بحسبانهم نموذجا لأعلى درجات القسوة والوحشية، حتى باتوا يحتلون فى الوجدان العام موقعا متقدما على مرتبة الشيطان الأكبر. إذا استخدمنا مصطلح بدايات الثورة الإيرانية الذى نعتت به الولايات المتحدة. وهو ما سوغ للبعض ان يكتفوا برمى من لا يحبون بأنهم من الدواعش، لكى يكون ذلك مبررا كافيا للشر
أمة عربية مجزأة أصلاً. دولها تنهار. مجتمعاتها تتفكك. جيوشها ميليشيات. حكامها أمراء حرب. هزائم تتكرر. قضاياها يتولاها غيرها من الأمم والدول. ثرواتها منهوبة. سواعد أبنائها لا تعمل. عقل مثقفيها برسم الإيجار. أفكارها اجترار. شعوبها مسحوقة. تثور ثم تعود إلى حيث انطلقت. الحدود بين أقطارها تترسخ. تديرها أجهزة رقابة وإرشاد غبية. المنع سيد الأحكام. دينها تحريم. حرياتها معدومة. المباح مقلص. العلم الوحيد ما
وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الإثنين الماضي على التنظيم الخاص بأجهزة مجلس الوزراء الجديدة، وهما مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، اللذين أمر الملك سلمان قبل أسبوعين بإيجادهما وإحلالهما مكان عدد من المجالس واللجان الملغية. ووفقاً لقرار مجلس الوزراء، تكون مهمات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية «تحديد التوجهات والرؤى والأهد
مع نهاية الشهر المقبل تصل المفاوضات النووية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى منعطف تاريخي لمستقبل التسلح النووي بغض النظر إن فشلت تلك المفاوضات أو أثمرت عن اتفاق. وحتى ذلك الوقت، ستمر العلاقة الأميركية - الروسية بعدة محطات، بينها المحطة الإيرانية التوافقية نسبياً، مع أن روسيا عملياً هي حليف لإيران والولايات المتحدة لم تطبّع معها رسميا
ذا العنوان ليس لي، بل لأبي الحسن بني صدر الرئيس الأول لجمهورية إيران الإسلامية، بعد ثورة عام 1979. وربما كان يريد من وراء ذلك إيضاح حدود صلاحياته رئيسا للجمهورية، في مقابل زعامة الخميني الأسطورية آنذاك. وبالطبع فإن ذلك كان وهما من الوهم. فحتى آية الله منتظري المنظِّر البارز لولاية الفقيه، ما كان يتوقع أن تلغي سلطة الخميني باسم الدين والمذهب، كل سلطة أخرى مهما كانت تلك السلطة (السياسية) ضئيلة أو ه
كانت مدينة سايغون عاصمة لفيتنام الجنوبية ومقرًا للقيادة العسكرية الأميركية. وعندما انتهت الحرب العام 1975 بانتصار جبهة الفيتكونغ الشيوعية، تم ضم الجنوب إلى الشمال وسميت سايغون «مدينة هوشيه منه» مؤسس الحزب الشيوعي وبطل الانتصار على الفرنسيين، ثم الأميركيين، فيما كان يسمّى في الماضي «الهند الصينية». أدّت الحرب ما بين 1955 و1975 إلى مقتل مليوني شخص في أكثر التقديرات تحفظًا. أكثرهم، بالطبع، من المدني
تستعصي على الغياب يا أبا بهاء... بل لقد اكتسب حضورك، الآن وقد تجردتَ من أسباب السلطة وأبهة الثروة، مسحة إنسانية تعيد إلى الأذهان صورتك الأولى وأنت فتىً تعيش في قلب قهر الفقر وتتصدر التظاهرات، حارساً لقادتها، وهاتفاً بشعارات العروبة واسم جمال عبد الناصر وبائعاً لليمون صيدا في بعض دكاكين بيروت. أنت الآن الضحية، صاحب الدولة الأكبر من دولة، والأغنى من كل ملوك المال جميعاً... فالشهادة تطهّر أهلها فلا
ـــ ١ ـــ لم يجد فلاديمير بوتين هدية لمضيفه المصري عبد الفتاح السيسي أقوى في دلالتها من الـ «كلاشينكوف». هي ذروة الشحنات الرمزية التي أتخم بها اللقاء، قصداً أو حماسة أو هما معاً، ربما لملء فراغ تتركه خلفها سيولة العلاقات الإقليمية والدولية في منطقة أصبحت تشبه «الثقب الأسود». التخمة الرمزية اعتمدت على نوستالجيا مهجورة منذ سنوات، وعلى ما قد تحمله الزيارة من رسائل إلى واشنطن بالتحديد إلى تنوّع مصا
عند منتصف الليل، حطت بي الطائرة الممتلئة عن آخرها بالركاب.. في مطار القاهرة الدولي، الذي جدده وأضاف إليه مرشح الرئاسة الذي نافس مرسي في الانتخابات بعد ثورة يناير، الفريق أحمد شفيق، الذي سيظل وضعه ملتبسا بين النجاح والفشل إلى الأبد. لم أنقطع عن القاهرة منذ أول زيارة لها في عام 1970، ولقد زرتها وأقمت فيها بصورة يمكن وصفها بالنموذجية؛ قدمت إليها سائحا، ثم موظفا، ثم زائرا رسميا، ثم سفيرا لبلدي لديها.
تحيي إيران هذه الأيام الذكرى الـ36 لثورة الخميني ورفاقه من ملالي ولاية الفقيه على الدولة الملكية الإيرانية. عقود حافلة بالإثارة والتثوير، قلبت تاريخ المنطقة حتى يومنا، انطلاق الدولة أو الجمهورية الإسلامية بفكر الخميني أسس لانبعاث إشعاعات أصولية سياسية ضارة في المنطقة كلها، وقامت في المنطقة سوق للمزايدات السياسية والدينية، كان سببه الزعيق الخميني حول «الحكومة الإسلامية» وهو عنوان أحد كتبه الشهيرة.
كان الجميع يعتقد أن جيش صدام حسين لن يصل إلى مدينة الكويت. سوف يُهوِّل باحتلال الكويت، لكنه سوف يتوقف في جزيرتي وربة وبوبيان. لأن «عقدة» العراق، عكس جميع الدول الأخرى، في المياه المالحة وليس المياه الحلوة. غير أن صدام كان في داخله يضحك من أفكار المحللين. الجميع يعتقدون أن الاجتياح الإسرائيلي (1982) لن يصل إلى بيروت، ولن يتجاوز مسافة 40 كيلومترا لإقامة حزام أمني، لكنه احتل بيروت ودكَّها ووصل إل
لو سألنا اليوم الرئيس السوري بشار الأسد، ماذا لو عاد به الزمن إلى الوراء، هل كان سيرتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري، أو يشارك فيها؟ في مثل هذه الأيام، وقبل عشر سنوات، قُتل الحريري. كانت جريمة سياسية هزت المنطقة، وعلامة تاريخية فارقة. قلبت المعادلات، وسالت بعدها، وبسببها، أنهار من الدماء، ولا تزال تصبغ تراب لبنان وسوريا. لا أدري ما رأي الرئيس السوري، لكن صولجانه وحكمه تغيرا كثيرا، فهل كان اغتيا
القمة الحكومية في الإمارات العربية المتحدة بلغت سن الرشد وهي في عامها الثالث، فبعد أن كانت فكرة إقليمية أصبح لها بعد دولي، وكنت بين 400 مشارك من 93 دولة حاولوا استشراف دولة المستقبل وما تحتاج إليه من ابتكار. المؤتمرات من نوع قمة المستقبل، توفّر للصحافي العامل مثلي فرصة أن يرى زعماء دول ومسؤولين كباراً تحت قبة واحدة، ورأيت من الزوار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس وزراء مصر ابراهيم مح
ليس معلوماً الى من كان يتوجه سيرغي لافروف، خلال لقائه مع السوريين المدعوين الى «منتدى موسكو»، حين دعا الى «الاستعداد لتقديم تنازلات» و»تغليب الحوار» و»إيجاد حل وسط». اذ إن وفد النظام اعتُبر متواضع التمثيل رغم وجود بشار الجعفري على رأسه، وهو سفير فوق العادة يمثل صلب النظام ويتمتع برضا ايراني، ولم يكن الوفد مخوّلاً البحث في حلول وإنما بمخاطبة الطرف الآخر (المعارض) لإبلاغه رسالتين: أن النظام باق ويرح
بعد أحداث ما يسمى «الربيع العربي» الذي انخدع به بعضهم، كانت السعودية واحدة من الدول القلائل التي نجت من تبعاته المدمرة، بفضل سياستها الملكية الحكيمة، التي أبعدتها عن الدخول في منطقة «اللااستقرار»، بل أكملت مشروعها التنموي والإصلاحي بخطى واثقة وحثيثة. كان هناك من يحاول زعزعة هذا الثبات السياسي والاستقرار الوطني والتلاحم الشعبي، بدعاوى مشبوهة تلبست بلبوس الدعوة إلى الإصلاح والتغيير، من فئات حاولت ا