تتنوع وتتصاعد تأثيرات الأزمة الخليجية على قطر التي أصبحت تواجه تحديا جديدا يتمثل في توفير الأضاحي الكافية لسكانها قبل أسابيع من موعد الاحتفال بعيد الاضحى المبارك.
موقع stratfor أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن قطر تكافح ، في السنوات الماضية، لتوفير ما يكفي من الماشية المخصصة للاحتفال بعيد الأضحى، في الوقت الذي تهدد فيه المقاطعة هذا العام بجعل هذه المهمة أكثر صعوبة.
ويضيف التقرير أن قطر لا تزال تعتمد على الواردات الغذائية لسكانها على الرغم من جهودها الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي، حيث تمثل اللحوم المستوردة أكثر من 90 في المائة من الاستهلاك المحلي.
هذا و منذ بداية الأزمة حرصت الحكومة القطرية على إثبات أن الواردات الغذائية التي تعتمد عليها مستمرة كالمعتاد، وإن كان ذلك عبر بعض الطرق الالتفافية، لكن الواقع يؤكد بأن قطر تكبدت خسائر كبيرة حيث وصلت شحنة من 32 ألف رأس من الأغنام مستوردة من أستراليا في أواخر يونيو، بعد 25 يوما من شحنها.
أما بالنسبة للإمدادات الضرورية الأخرى، فقد فتحت الدوحة طرقا بحرية جديدة مع سلطنة عمان وطريقين إلى الهند، كما تم شحن ما يقدر بنحو ثماني شحنات إضافية من الإمدادات يوميا على متن رحلات الخطوط الجوية القطرية، في حين عززت تركيا وإيران صادراتها من المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك منتجات الألبان واللحوم، لكن على الرغم من أن خطوط الإمداد الجديدة ساهمت في تخفيف تأثيرات المقاطعة، إلا أنها لن تكون كافية للحصول على توفير حاجيات البلاد من الأضاحي المخصصة لعيد الأضحى المبارك وفق التقرير.
وفي سياق متصل يشير التقرير إلى أن تجارة اللحوم المحلية في قطر هشة بطبيعتها، وتتوقف على شركة واحدة، وهي شركة ويدام فود التي تسيطر على 85٪ من اللحوم الموزعة على الجزارين القطريين.
و قبل أسابيع فقط من موعد عيد الإضحى تعي قطر أنه من الصعب ضمان استيراد ما يكفي من الماشية لتلبية الطلب.
وفي حين تمثل أستراليا، واحدة من أكبر مصدري الأغنام في العالم، خاصة لقطر التي تستورد من السوق الاسترالية 93٪ من الأغنام الحية، حيث إستوردت 80،000 رأس من الأغنام الاسترالية قبل عيد الأضحى في عام 2016 لاستكمال مخزونها المعتاد الذي يبلغ حوالي 40،000 من الحيوانات، ستواجه قطر صعوبة كبيرة في تأمين حاجياتها من الاضاحي الاسترالية بسبب إرتفاع سعر الخروف الأسترالي هذا العام والحملة التي تواجهها شحنات الاضاحي الاسترالية إلى قطر كل عام من نشطاء حقوق الحيوان في أستراليا المدافعين عن أخلاقيات نقل الحيوانات الحية إلى مسافات طويلة ، وهو ما يعرض شحنات الاغنام إلى قطر لخطر الالغاء ، حيث أدت هذه الحملة إلى خفض كبير في صادرات الأغنام الحية من أستراليا إلى قطر في عام 2008.