تسعى المملكة العربية السعودية إلى وضع نفسها في موقع جيوسياسي جديد ، ففي الوقت الذي تخطط فيه لتوطيد علاقاتها الطويلة مع واشنطن، تعمل على إقامة روابط جديدة ، تعتمد في الغالب على تعاونها في أسواق النفط مع موسكو.
موقع Safe Haven أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن آخر خطوة في هذا التوجه السعودي جاءت يوم الثلاثاء عندما أعلنت شركة أرامكو في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا إنها تتطلع إلى امتلاك أصول للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ، وأنها مستعدة لإنفاق "مليارات الدولارات" هناك حيث تهدف إلى أن تصبح لاعبا عالميا في قطاع الغاز.
كما قامت أرامكو السعودية في الآونة الأخيرة بتنويع استثماراتها في العديد من البلدان ، بما في ذلك امتلاكها حالياً لمجمع موتيفا في تكساس ، أكبر مصفاة بترول في الولايات المتحدة.
كما اكدت أرامكو في المنتدى أنها تعتزم استثمار عشرة مليارات دولار أخرى في مجمع موتيفا، حيث أكد الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر "لدينا شهية لاستثمارات إضافية في الولايات المتحدة." بعد تم منح فريق أرامكو الدولي للغاز منصة مفتوحة للنظر في عمليات استحواذ الغاز على طول سلسلة التوريد بأكملها.
ويشير التقرير" أثبتت أرامكو السعودية بالفعل اهتمامها في أن تصبح لاعباً عالمياً للغاز والغاز الطبيعي المسال، لكن أمامها طريق طويل لوضع البنية التحتية في مكانها الصحيح. قبل أن تؤتي هذه الخطط ثمارها."
ومع ذلك ، وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ، والتي يعود تاريخها إلى إدارة فرانكلين روزفلت خلال الحرب العالمية الثانية ، ثم بعد ذلك ، عندما ساعدت واشنطن في تطوير صناعة النفط السعودية ودفعتها إلى حيث توجد اليوم ، تسعى الرياض إلى توطيد علاقاتها مع روسيا الغريم والمنافس التاريخي للولايات المتحدة.
و قد أصبحت العلاقات المتنامية مع روسيا ضرورة في سوق النفط بالنسبة للسعودية بعد أن إتفق الجانبان على وضع اتفاق لتخفيض إنتاج النفط في عام 2016 لتحقيق التوازن في الأسواق التي تشهد زيادة في العرض ، مع انخفاض مسار أسعار النفط ، حيث انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت من مستوى 100 دولار للبرميل في منتصف عام 2014 إلى أقل من 30 دولار للبرميل الواحد. وهكذا ولدت مجموعة أوبك + بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا.
و بالاضافة إلى الاتفاق على خفض إنتاج النفط في عام 2016 ، اتفق البلدان في العام الماضي مرة أخرى على خفض الإنتاج لتحقيق التوازن في الأسواق، وسط مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على النفط بسبب الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين ، وضعف الطلب في الأسواق الناشئة. يأتي في نفس الوقت الذي سجل فيه انتاج الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم، أرقاما قياسية .