حصر المواجهة في الحرب، خطأ، وحصر الحرب في الطيران، خطأ آخر، وحصر الطيران في عاصفة الحزم، خطأ ثالث. انتهت مرحلة من المواجهة الكبرى، اسمها عاصفة الحزم، وبدأت مراحل أخرى من المواجهة، فيها السياسي والإنساني والعسكري والأمني. إعادة الأمل، بعد عاصفة الحزم، فصل آخر من فصول الإنقاذ العربي الإسلامي لليمن، من مخطط الحوثي، الموالي لإيران، وحليفه صالح، ومن البداية كانت الأمور واضحة، ولم تكن غامضة إلا لمن يريد أن يرى الأمور حسب تصوره. بالنسبة للحوثي، ومن خلفه إيران وأتباعها في المنطقة، فهم يدقون طبول النصر، مبكرا، كما يفعل علي لاريجاني، رئيس شورى إيران، وكل أعداء الحزم العربي، وبعضهم عرب! لكن بالنسبة لعرب الحزم، فإن إعلان نهاية مرحلة عاصفة الحزم، ترافق مع مؤشرات حزم أخرى، مثل اجتماع قيادات الأركان العربية في القاهرة، برئاسة مصر كونها رئيسة الدورة الحالية للقمة العربية، لاستكمال البحث المفصل في تكوين القوات العربية المشتركة التي اتفق عليها القادة في قمة شرم الشيخ الأخيرة. أحسن من التخمين، قراءة البيان نفسه، فقد ذكر بيان دول التحالف أهداف عمليات إعادة الأمل، وهي: * سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. * استمرار حماية المدنيين. * استمرار مكافحة الإرهاب. * الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني. * التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج. * إيجاد تعاون دولي - من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء - لمنع وصول الأسلحة جوًا وبحرًا إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبد الله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين. نحن أمام عملية جديدة أكثر شمولا وتعقيدا من عملية عاصفة الحزم، وليست إيقافا للعمل العسكري، بل توسيع له، وإضافة أنواع أخرى من العمل. ومن المهم هنا الإشارة إلى أن مكافحة الإرهاب هي جزء من أهداف العملية الجديدة، وهذا يعني، مع الحوثيين طبعا، جماعة القاعدة وفروعها المتعددة، خاصة في المكلا والمحافظات الجنوبية. منع وصول السلاح للحوثي وصالح، وتصنيفهم خارجين عن الشرعية، ليس قرار دول التحالف العربي الإسلامي فقط، بل هو قرار من مجلس الأمن الدولي، يعني أن عملية إعادة الأمل هي تنفيذ للإرادة الدولية، حسب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي شدد على انسحاب ميليشيا الحوثي من صنعاء وبقية المحافظات، وتسليم السلاح المنهوب للجيش والتحول لحزب سياسي والإقرار بالشرعية. على الأرض، وبعد إعلان نهاية عاصفة الحزم، شنت طائرات التحالف المقاتلة غارات مكثفة على ميليشيا الحوثي في تعز التي اقتحمت أحد الألوية الموالية للشرعية. لا توقف حتى يحيا اليمن، نحن أمام فصل جديد من الحزم، لاستعادة الأمل في اليمن. *نقلاً عن "الشرق الأوسط"