عاصفة الحزم انتقلت من تمثيل الارادة الوطنية اليمنية بآليات عربية خالصة إلى تمثيل الارادة الدولية عبر قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر بتاريخ 15 ابريل 2015 تحت البند السابع ، و سوف يكون بنفس الآليات العربية الخالصة لكن بأسم جديد هو " إعادة الأمل " ، و العميد العسيري كان واضحا في المؤتمر الصحفي عند إعلان " وقف عمليات عاصفة الحزم مع الاحتفاظ بحق حماية المدنيين و تأمين الأجواء و المياة اليمنية " . و قرار مجلس الأمن رقم 2216 هو قائم على الرؤية الخليجية لإخراج اليمن من منزلق حرب أهلية أو تحوله إلى دولة فاشلة في خاصرة الجزيرة العربية . المبادرة الخليجية هي أساس المرجعية السياسية في قرار مجلس الأمن رقم 2216 ، لكن ذلك لا يعني إغلاق الابواب أمام جهود قد تسرع من وتيرة تحقيق الهدف ، و لكن بشرط عدم المساس أو التفريط بحق من حقوق أهل اليمن في الأمن و الاستقرار . و جميعنا يعلم أن هناك مبادرة عمانية إيرانية بمباركة روسية ، هذا على الجانب الدبلوماسي ، أما عسكريا ، فأن هناك تخوف أمريكي حقيقي من مغامرة إيرانية قد تقود إلى مواجهة ستتجاوز مسارح الحرب بالوكالة عن إيران إلى مواجهة مباشرة خصوصا و حالة التحفز السياسي القائمة على خلفية عاصفة الحزم . لذلك فأن القرار الامريكي باشراك مجموعة القتال التابعة لحاملة الطائرات أيزنهاور في منطقة باب المندب هو ليس بقصد تنفيذ قرار مجلس الامن بمنع مد الحوثيين بالسلاح ، بل في واقع الحال ان تلك القوة هي بمثابة قوة فصل بين طرفين متنازعين لا حفظ الامن فقط . و حسب راي نائب الرئيس في مؤسسة تيل لشؤون الدفاع ، و المختص في شؤون برامج التسليح في الشرق الاوسط في تعليق له على عاصفة الحزم " كانت برامج التسليح لدول الخليج تمثل جزء من الاعتزاز الوطني أو بمثابة أندية للطيران ، لكنهم الآن يستخدمون السلاح " وهنا تكمن معضلة الرئيس أوباما و مؤسسات صنع القرار الامريكي ، فعرب الخليج اليوم قد باتو يوظفون كل الأدوات السياسية و ليس الدبلوماسية فقط . عملية إعادة الأمل هدفها الآن " فرض الاستقرار "بعد أن أتمت نزع عنصر القوة من يد سلطة غير شرعية تسلطت على الإرادة الوطنية اليمنية ، و لانجاح " إعادة الأمل " سوف يتطلب ذلك تظافر جهد جميع الأطراف اليمنية الموقعة على المصالحة الوطنية و بكل تفاصيلها كجزء أساسي من عملية الانتقال السياسي ، بما فيها النظام الفيدرالي المتفق علية . و لربما سيكون على المبعوث الاممي الجديد الموريتاني ولد الشيخ عدم تجريب المجرب بل التركيز على وجهتين هما الرياض مقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون و نيويورك مقر الامم المتحدة ، و لكن بشرط أن تنطلق أولى الجلسات من الرياض تحديدا لا أي مكان اخر فتضيع اليمن كما ضاع غيرها بين العواصم . عاصفة الحزم أيقظت و جسدت الارادة السياسية العربية و التي باتت محسوسة و ملموسة في كل العواصم ، و لربما تصريح الرئيس اوباما خلال مقابلة تليفزيونية مع الإعلامي الامريكي توماس فيردمان ، عندما سئلة عن الموقف من سوريا ، رد الرئيس اوباما بشكلاً مقتضب " ما الذي يمنعهم من تغير ذلك " في إشارة واضحة ان من اتخذ القرار بإطلاق عملية عاصفة الحزم لم يعد يحتاج لاستشارة من احد . فكان الرد توريد جزء الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي للجيش اللبناني و المتفق علية لاعادة تأهيل و تسليح الجيش اللبناني ضمن برنامج الهبة السعودية من المغفور له بأذن الله عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه على الهامش : قبل قمة كمب ديفيد المرتقبة منتصف مايو المقبل نجد الرئيس اوباما و الكونجرس الامريكي من خلفه يقرون حزمة جديدة من السلاح لدول خليجية بالاضافة للأردن ، و ربما التطور الملحوظ في هذة الصفقة طلب دولة قطر الحصول على احدى النسخ الحديثة للمقاتلة متعددة المهام من فئة F-15 ، في حين ان دولة الامارات العربية المتحدة تخوض مرحلة متقدمة مع فرنسا قد ينتج عنها التوقيع على صفقة لعدة أسراب من المقاتلة رافال ذات الكفاءة القتالية المثبتة الان . لكن الامارات ستكون الدولة العربية الوحيد التي ستحصل على طائرات بدون طيار من فئة برديتوار و لكن دون قدرات قتالية .