2015-10-10 

الحوثي في لبنان والشيعة إلى إيران

أحمد عياش

لم يطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله هذا الأسبوع ليواكب الحدث اليمني على رغم التطور البارز قبل أيام عندما جرى الإعلان عن انتهاء "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية وبدء عملية "استعادة الأمل". وقد شكّل صمت نصرالله الذي كانت له 3 إطلالات سابقة تميّزت بالصخب تناولت تطورات اليمن نقيضاً لردة الفعل الأولى التي سجّلتها وسائل إعلام الحزب وتلك التي تناصره وفيها تسجيل مشاعر الانتصار لحلفاء إيران في اليمن وهزيمة خصومهم. فمثلاً خرجت صحيفة "الاخبار" الاربعاء الماضي بغلاف يحمل عنوان "هزيمة أولى لآل سعود" مع صورة لمسلح يمني يرفع شارة الانتصار. ولدى التدقيق في الصورة ومصدرها وكالة الصحافة الفرنسية تبيّن من الشرح الذي رافق الصورة انها لأحد مناصري الرئيس اليمني المعزول عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن". من الواضح أن تريّث نصرالله في الانضمام الى المحتفلين إعلامياً مرتبط بتطورات الميدان اليمني نفسه. فالغارات الجوية التي تنفذها قوات التحالف لم تتوقف. كما أن القافلة البحرية الإيرانية التي كانت متجهة الى سواحل اليمن ابتعدت عنها بفعل إجراءات الرقابة البحرية الاميركية. وسرعان ما تلاشى التفاؤل الذي عبّر عنه نائب وزير الخارجية الايراني حسين عبدالامير اللهيان عندما كان السبّاق في الإعلان عن انتهاء "عاصفة الحزم". وقبل ذلك نشرت الـ"نيويورك تايمز" مقالا لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف تحدث فيه عن "الاضطراب في الخليج الفارسي" داعياً الى اتخاذ "قرارات صائبة" لوضع حد لهذا الاضطراب. وجاء الجواب على دعوة ظريف من السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير الذي قال ان لا دور لإيران في الحل. في القرار 2216 الصادر أخيراً عن مجلس الامن الدولي والمتعلّق باليمن جانب مالي. وكتب الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون على صفحته على "الفايسبوك" ان "الامم المتحدة لديها لجنة خبراء لتطبيق العقوبات على علي عبدالله صالح وأولاده وعلى عبدالملك الحوثي وأقربائه... هذه اللجنة تقدّر ثروة صالح وأولاده بما يفوق الـ 35 مليار دولار... أما ثروة الحوثي فتبحث اللجنة في ملف العديد من الاصول وخصوصاً العقارية المسجّلة بأسماء الأقرباء داخل اليمن وخارجه لتقدير ثروته". وفي المعلومات المتداولة أن للحوثي أملاكاً مسجلة في لبنان لكن ليس معروفاً كم تبلغ قيمتها. عندما سرَت مخاوف من انعكاس مواقف نصرالله الأخيرة على مصير اللبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً من الذين يعملون في دول الخليج شاعت في الضاحية الجنوبية لبيروت تطمينات نُسبت الى "حزب الله" مفادها ان الذين سيعودون من الخليج ستؤمّن لهم فرص عمل في إيران! فهل نشهد يوماً يأتي فيه عبدالملك الحوثي الى أملاكه في لبنان ويذهب شيعة لبنان الى إيران طلباً للرزق؟ لا بد من جواب من الشعبَين اليمني والإيراني اللذين يُعانيان الفقر. * نقلا عن "النهار"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه