حذر خبير غربي من أن تؤدي الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن إلى إعطاء فرصة مجانية لتنظيم القاعدة لتوسيع نطاق سلطته في البلاد. وقال ديفيد روبرتس الباحث بالعلاقات الدولية والأمن في الخليج العربي بكينج كوليج إن المملكة العربية السعودية تشعر بوجود حاجة ملحة لمكافحة الحوثيين خشية نمو قوة افتراضية تحارب بالوكالة عن إيران في شبه الجزيرة العربية. لكنه عد وحذر في مقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من الفرصة التي منحت للتنظيم المتطرف إذ نجح التنظيم مؤخرا في إعادة تقوية معاقله في منطقة المكلا، جنوبي محافظة حضرموت، والإستيلاء على مطار وقاعدة عسكرية وسجن وتحرير عشرات السجناء بينهم قادة بالتنظيم. وقال روبرتس في مقاله المعنون ب " إلى أي مدى يؤجج التنافس السعودي–الإيراني الحرب في اليمن؟" إن وصم الحوثيين بأنهم "مدعومون من إيران" بهذه البساطة، يحجب الطابع المحلي للصراع الذي سبق الربيع العربي. وأشار إلى حكم الزيديون أجزاء من اليمن لما يقرب من ألف عام تقريبا وحتى 1962، وكانوا يحظون بدعم المملكة العربية السعودية في فترة السبعينيات. وأعتبر أن أدلة التورط الإيراني غالبا ما تأتي من مصادر لديها مصلحة في توصيل هذه الفكرة: سواء من السعودية أو اليمن أو الجانب الأمريكي. مشيرا إلى وجود مصدر واضح للأسلحة التي وصلت للحوثيين بفضل الاتفاق الجديد مع عدوهم السابق، علي عبدالله صالح، والذي بدا أنه ساعدهم للاستيلاء على العاصمة صنعاء في خريف 2014. وهو ما منحهم الفرصة لمساعدة أنفسهم بالحصول على كميات غير محددة من الأسلحة الأمريكية من قواعد الجيش التي سيطروا عليها بسهولة. وتقود السعودية تحالفا عربيا / سنيا يضم 12 دولة يشن غارات جوية على مواقع يقول التحالف أنها تابعة للحوثيين أو لقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح باليمن. وكانت قد قامت احتجاجات ضد حكم علي عبد الله صالح عام 2011 (ثورة الشباب اليمنية) وسلم صالح السلطة بعد سنة كاملة من الاحتجاجات بموجب "المبادرة الخليجية" الموقعة بين المؤتمر الشعبي العام و أحزاب اللقاء المشترك. وأقرت المبادرة ضمن بنودها تسليم صالح للسلطة بعد إجراء انتخابات عامة. كما أقرت لصالح حصانة من الملاحقة القانونية. وتولى نائب صالح عبد ربه منصور هادي الرئاسة بعده. ويشن تحالف عربي من 9 دول تقوده المملكة العربية السعودية غارات على مواقع تقول أنها تابعة للحوثيين والجيش اليمني الموالي لصالح منذ 26 مارس. وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين الذين هاجموا مدينة عدن (جنوب اليمن) والتي يتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة. وأعلنت قيادة التحالف 21 أبريل الماضي انتهاء عمليات عاصفة الحزم "بعدما حققت أهدافها، وبدء عمليات إعادة الأمل التي ستكون وفق قرار مجلس الأمن، وسرعة استئناف العملية السياسية في اليمن، وتهدف لحماية المدنيين واستمرار مكافحة الإرهاب" بحسب بيان للقيادة.