2015-10-10 

تشابل هل: ما بين مجزرة ومجزرة تضيع الحقيقة !

مها الجبر

لماذا يتعامل الاعلام العالمي مع قضيتان متشابهتان باسلوب مختلف ؟ لماذا في مجزرة شارلي ايبدوا قامت الدنيا لم تقعد ، وشارك من شارك من سياسيين مسلمين في مسيرة مندده للعنف والارهاب ؟ وفي المقابل قوبلت مجزرة تشابل هيل بلا مبالاة وفتور ، ألأنهم في المجزرة الاولى غير مسلمين ؟ وأن من قتلهم مسلمين ؟ ومن في المجزرة الثانية مسلمين ومن قتلهم غير مسلم ؟ انه الكيل الاعلامي الذي يكيل بمكاييل مختلفة ،وجلها تعتمد على المذهب ، للأسف أن الاسلام بات وصمة عار نتيجة لشذوذ بعض الجماعات التي تدعيه ، ومن يحمله ، لا يحق له المطالبة بأي حقوق أو واجبات . وهل ننتظر أن تضيع حقوق هؤلاء الفتية في أمريكا وأمريكا تحارب العالم بحجة حقوق الانسان ؟ فهم بغض النظر عن ديانتهم هم عرب وزيادة أيضا الفتاتان من فلسطين والشاب سوري من أصول فلسطينية ، لقد كان الاعلام العالمي في غفوة عن قضيتهما ولم تشتعل الا بعد تبني محموعة من المغردين الغاضبين لهاشتاق # تشابل_هل ، ولكن ما هي المجزرة التي دعت الى تدشين هذا الهاشتاق ؟ لقد قام المواطن الأمريكي " كريغ ستيفان هيكس" باطلاق النيران على ثلاثة فلسطينيين من أسرة واحدة، مساء الثلاثاء الماضي ، في ولاية "كارولينا الشمالية"، جنوب الولايات المتحدة، مما أسفر عن مقتلهم. وهم يُسر 21 عاما فتاة فلسطينية مغتربة في أمريكا تزوجت بذاك الشاب السوري الأصل ضياء بركات 23 عاما ، وبعدها إلتحقت برفقة شقيقتها رزان 19 عاما بكلية طب الأسنان في كلية تشابل هيل الجامعية. وكان من المفترض ان يتحقق حلمهم هذا الصيف في الالتحاق بعيادة طب الاسنان في مخيمات اللجوء بتركيا كمتطوعين لخدمة اللاجئين ومساعدة المحتاجين من الاعمال التي اشتهروا بها في المدينة بغض النظر عن انتماء المحتاج الديني او العرقي ، الا ان هذا الحلم انتهى للأبد وبدون سابق انذار . نهاية هذا الحلم كانت مروعة جدا بل ان حياتهم انتهت مع الحلم ايضا بعد تلك الجريمة المروعة على يد ذلك الارهابي الامريكي كرايغ ستيفن هيكس (46 عاماً) . ومما يؤلم أن يُسر التي لم يمضي على زواجها من ضياء بركات سوى ثلاث شهور، كانت قد وضعت صورة لها على صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة بها، تجمعها بزوجها ووالدها في حلبة الرقص في قاعة الزفاف وهي سعيدة وكأنها كانت تسترق الفرح قبل ان تصعد روحها برفقة روح زوجها وشقيقتها الى السماوات العلى. الدكتور محمد أبو صالحة والد الفتاتين قال والدموع تسيل على وجنتيه "كانوا أطفال أبرياء، ولقد أكد معظم الاصدقاء والمقربين من الضحايا وحتى جيرانهم ان سبب قتلهم كونهم مسلمين لا اكثر ولا اقل . ولقد أعربت شرطة "تشابل هيل" في بيانها، عن "تقديرها للقلق المتعلق باحتمال كون الحادث نتيجة عنف وكراهية، ونواصل تحقيقاتنا للتأكد من هذا"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن التحقيقات الأولية مع المتهم تفيد أن الحادث جاء لخلاف على مكان لتوقيف السيارات، "وليس جريمة كراهية". وهل يمنع تجيير الامر بحسب اهوائهم كونه مجزرة وتستحق مسيرة مماثلة لتلك المسيرة التي خرجوا اليها وهم يتشدقون بأمنية أن يكونوا فرنسيين . المجزرة ناتجة عن كراهية وحقد خصوصا بعد النظر في خلفية المجرم وكما توضح صفحته على “فيسبوك”: حيث يصف نفسه بأنه من حركة “الملحدين من أجل المساواة”، وأحد المعجبين بكتاب “وهم الإله”. ترى ماذا لو حصل العكس وكان الضحايا امريكان او من اي جنسية اوروبية وكانوا يدينون بدين غير الاسلام وكان المجرم مسلم ؟ كيف ستكون ردة الفعل ؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه