2015-10-10 

هذه قصة الفرنسي الذي نفّذ عملية إنتحارية في العراق!

من تولوز، لورانس بوترو

"أحبك، قبلاتي" هي آخر كلمات كتبها كيفن شاسان، الجهادي الفرنسي لأخيه الأصغر في تولوز، قبل ساعة من تفجير نفسه ،الجمعة، في هجوم دام في العراق عن عمر 25 عاما. ومذاك يواصل بريس البالغ 21 عاما تقليب الرسائل والصور الكثيرة التي كان يتلقاها من أخيه غير الشقيق يوميًا على مدى عامين وتفاوت محتواها بين الحنان والعنف، الأمور العادية والفظاعة المطلقة. وبحسب الفرنسية قال بريس وهو أب لطفل وموظف في بريد تولوز، وهو يتصفح الصور الأحد "كنا نتراسل أكثر من السابق"، منذ مغادرة كيفن الذي صار لقبه أبو مريم الفرنسي إلى سوريا في ربيع 2013. وأضاف "كان يروي لي الأخبار كما لو أنه في رحلة، لكنه لم يقل لي شيئا محددًا حول ما كان يخطط له، لصالح تنظيم داعش المتطرف". وتابع "هنا تراه أمام حوض السباحة في قصر الموصل حيث أمضى أجازة لمدة عشرة أيام على حساب تنظيم داعش قبل تفجير الجمعة، هنا تراه مع زوجته الثانية، التي لا يمكن رؤيتها لأنها منقبة من رأسها حتى قدميها: كتبت إليه ساخرًا، إنها فاتنة، فأجاب أنت مغفل، وهنا تسجيلات الفيديو التي كان يحب إرسالها، مثل فيلم التنظيم هذا بعنوان "إعدام مسيحيين على شاطئ في ليبيا". فالشقيق الأكبر "المشاكس" الذي كان يحب أن يقوم بدور الحامي، أصبح قادرًا على القول "لم تتح لي الفرصة من قبل لذبح أحد" أو حتى أن يكتب "ستتدحرج الرؤوس" على صفحته على فيسبوك تعليقًا على صورة له حاملًا راسا مقطوعا. وأضاف بريس "ذهب إلى السوق في سوريا ورأى جثتين مقطوعتي الرأس على الأرض، أراد أن يلعب الكرة مع رأس، بدلًا من ذلك، التقط صورة " في نوفمبر ظهر كيفن في تسجيل فيديو دعائي للتنظيم الجهادي دعا فيه ثلاثة فرنسيين من مسلمي فرنسا إلى الجهاد قبل حرق جوازات سفرهم، لكنه اعترف لي أنه لم يحرق جوازه، كانوا يملون عليهم ما ينبغي قوله، بالنسبة إلي هذه المجموعة بمثابة طائفة متشددة، داعش، ولا يمكنك العودة للوراء. في البداية أقام كيفن الكاثوليكي الذي اعتنق الإسلام في المغرب، حيث تزوج ورزق بطفل، لكن بعد عملية سرقة في تولوز غادر إلى سوريا في ربيع 2013. ونقلت وكالة الأنباءالفرنسية عن بريس قوله: قبل شهرين إتصل بي باكيًا في 6 صباحًا، ليقول لي أنه مغادر من سوريا إلى العراق وقد يقتل في الطريق. يعتقد أن أقرب أصدقائه، وهو فرنسي لقبه أبو عبدالعزيز، غادر معه من تولوز وقتل معه في التفجير الانتحاري المزدوج ،الجمعة. وأشارت التقديرات الرسمية إلى وجود 430 فرنسيًا في المناطق الخاضعة للتنظيم المتشدد وغيره من المجموعات الجهادية في العراق وسوريا بعد عودة المئات منهم إلى فرنسا. عندما يتحدث بريس عن طفولة أخيه يتحدث عن عائلة "فرنسية 100%" ووالدين، الأب طباخ والأم عاملة منزلية، انفصلا بعد فترة قصيرة، تم وضعه منذ صغره مع اخواي الأخرين (غير الشقيقين) لدى عائلة ترعاهم. لكن أنا لا. بقي كيفن هناك من سن 3 الى 18 سنة، لكن قبل مغادرته إلى سوريا قال: إنه لطالما تم الاستخفاف به، وفرقوا بينه وبين شقيقيه، ولم يكن محبوبًا، وإنه وجد خلاصه في الدين. لم يصمد كيفن الحاصل على شهادة مهنية في الميكانيك، في أي عمل، ورافق أصحاب سوء بحسب أخيه. وأضاف "أنا وإخوتي الذين لديهم زوجة وعمل، كنا نعرف كيف نميز بين الأخيار والأشرار، أما هو فلا". كان كيفن يؤكد أنه يتولى منصبًا عاليًا في التنظيم، وأكد أخوه في سوريا قال: أنه كان مسؤولا عن 60 فرنسيًا. لكن هذا كان يتعبه، لأنه كان عليه كلما سقط قتلى أن يتصل بالعائلات في فرنسا، كان يفضل أن يكون مرؤوسًا، أن يكون خاضعًا، وليس أن يخضع الآخرون له. السبت تلقى بريس اتصالًا من أحد عناصر التنظيم يعزيه بمقتله وصورة له رافعًا إصبعه إلى السماء، أمام شاحنة مفخخة أعدت لتفجيرها في موقع للجيش العراقي. شهدت تولوز في مارس 2012 هجمات نفذها الإسلامي محمد مراح أثارت صدمة في فرنسا، ولا سيما الهجوم على مدرسة يهودية قتل فيه أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه