مقاتلات رافال تثير ضجة في باريس والقاهرة

أضطر مسؤولون فرنسيون إلى الدفاع عن الصفقة التي أبرمتها باريس مع القاهرة لتزويدها بـ 24 مقاتلة رافال وفرقاطة متعددة المهام. ومن المتوقع أن يتوجه وزير الدفاع الفرنسي إلى القاهرة لتوقيع صفقة بيع طائرات "رافال" مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين 16 فبراير. وأثيرت حول الصفقة إنقادات في كلا البلدين، إذ اعتبر ناشطون أن الصفقة التي تقدر بـ 5.4 مليارات يورو يدفعها الجانب المصري، تكلف الدولة التي تعاني من ازمات اقتصادية شديدة منذ عدة سنوات. فيما نددت منظمات غير حكومية بموقف فرنسا لتعاملها مع دولة تشهد "قمع غير مسبوق منذ ثلاثين عاما"، حسب تعبيرها. ودعا فرع منظمة العفو الدولية في فرنسا السلطات الفرنسية الى "تعليق كل عمليات تسليم الاسلحة" لمصر بسبب "القمع غير المسبوق منذ ثلاثين عاما" الذي يسود هذا البلد. وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو رديان للصحافيين ردا على سؤال عن هذه الانتقادات "وفق معلوماتي، تم انتخاب الرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي من الشعب، ومن جهة اخرى فان البلد ستشهد قريبا انتخابات تشريعية". واضاف لو دريان تعليقا على توقيع العقد "انه اولا تعبير عن ثقة مصر بفرنسا وبالتكنولوجيا الفرنسية سواء في الطائرات او السفن". ويأتي هذا العقد بعد فشل محاولات عديدة لتصدير هذه المقاتلة منذ بدء الجيش الفرنسي استخدامها عام 2004. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في مؤتمر صحفي يوم الخميس، أن القاهرة منحت الثقة لباريس في هذا الشأن منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أنه كان "هناك تقليد بين الطرفين". وأوضح أن حاجة مصر إلى تجديد أسطولها العسكري من الطائرات في ظل الظروف الأمنية الحالية الصعبة وتزايد المخاطر الإرهابية المحدقة بمصر والتسهيلات التي قدمتها فرنسا فيما يخص سعر الطائرة وتمويلها، دفع باريس إلى إبرام الصفقة. وقال أولاند "أرى أنه من المهم جدا في السياق الحالي أن تتحرك مصر من أجل الاستقرار، وحتى تكون في أمان بسبب حدودها المشتركة مع ليبيا ولمواجهة الإرهاب وبسبب ما يجري في سيناء أيضا". وكانت فرنسا قد فازت في العام الماضي بمناقصة لتزويد مصر بأربع فرقاطات، تبلغ قيمتها الإجمالية مليار يورو، في أول عقد كبير تبرمه مع مصر منذ عشرين عاما. في الوقت ذاته اعربت واشنطون عن عدم ممانعتها للصفقة لوجود علاقات أمنية تربط مصر والولايات المتحدة وبالتالي مثل تلك التقارير لا تثير أي قلق لدى "واشنطن". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي، حول ما يتعلق بإجراء مصر صفقة لشراء طائرات مقاتلة فرنسية، إن مصر دولة ذات سيادة ولها علاقات مع الدول الأخرى كما هو الحال مع الولايات المتحدة.