تشهد تركيا الأحد يومًا حاسمًا سيكتب في تاريخها، حيث يتوجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع لانتخاب البرلمان المقبل في البلاد، ومن خلال نتائج الانتخابات سيتم تحديد التوجه السياسي الذي ستسلكه تركيا مستقبلًا. وتشكل الانتخابات البرلمانية هذه المرة محكًا حقيقيًا لحزب العدالة والتنمية ولرئيس البلاد أردوغان، فمن الممكن أنّ يدخل الحزب الديمقراطي الشعبي الكردي البرلمان، مما يعني خسارة حقيقية للحزب الإسلامي. وبحسب دويتشه فليه أظهرت معظم استطلاعات الرأي في إسطنبول وأنقرة، المدينتين الأكثر اكتظاظا بالسكان، وجود انقسام في الرأي العام بين مؤيد لأردوغان ومعارض له، أما في باقي المقاطعات 79 فإن حزب العدالة والتنمية يتمتع بشعبية كبيرة. وبحسب المراقبون إذا لم يحصل أردوغان على 367 مقعدا على الأقل من أصل 550 مقعدا فلن يمكنه القيام بتغيير الدستور أوتمديد صلاحيات رئيس الجمهورية. ويؤكد المراقبون السياسيون أنّ كل فوز للحزب الديمقراطي الشعبي الكردي من شأنه أن يقلب الموازين السياسة في تركيا، لاسيما وأنّ الحزب الكردي أعلن مرارًا عن ثقته في قدرته على تخطي عتبة 10% والتي تؤهله لدخول البرلمان، لافتا إلى أنّ هذا التفاؤل ينطلق من النتيجة الجيدة التي حققها رئيس الحزب صلاح الدين دميرتاز بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية أمام أردوغان في أغسطس الماضي والتي حصل فيها على9,7% من الأصوات. وسعى حزب العدالة والتنمية إلى اضعاف شعبية حزب دميرتاز في تركيا من خلال الربط بين الحزب الديمقراطي الشعبي الكردي وبين حزب العمال الكردستاني المحظور حتى في الاتحاد الأوروبي، لاسيما وأن زعيم الأخيرعبد الله أوجلان، يوصف هناك بأنه زعيم إرهابي وقاتل أطفال، يقبع منذ أكثر من 16 عامًا في السجن بجزيرة إمرالي في بحر مرمرة. وسعى أردوغان إلى الدعاية لحزب العدالة والتنمية خلال الحملة الانتخابية، رغم أن مهامه كرئيس للبلاد تفرض عليه الحياديية وعدم التحزب، إلا أنّ أردوغان لايبالي بذلك ويقول من منصات حزب العدالة والتنمية: أقف فقط في صف شعبي لما يمليه علي واجبي ولكي أنبه إلى المخاطر التي تتربص ببلدي وبالمواطنين. "أمة واحدة وعلم واحد ووطن واحد ودولة واحدة" الشعار الذي استخدمه الرئيس رجب طيب اوردغان ورئيس الوزراء أحمد داود أغلو مرارا وتكرارا خلال في تصريحاتهما أثناء الحملة الانتخابية، في حين ركز صلاح الدين دميرتاز، رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي الكردي، في خطاباته على التأكيد على تحقيق تعايش سلمي بين "جميع الشعوب في تركيا"، مشيرًا إلى الأتراك والأكراد والعلويين والسنة والعرب وإلى الأقليات العرقية والدينية الأخرى في تركيا. وبحسب دويتشه فليه ليس هناك مايثبت رغبة أردوغان في تحقيق تقدم في عملية السلام مع الأكراد، بل إنه يتجاهل القضية الكردية تماما. وينتقد الخبير السياسي حسين بخشي من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، الاستراتيجية التي ينهجها أردوغان من خلال استبعاد كل ما لا يتوافق مع تطلعاته يزيد من خطورة التوترات الداخلية. ولفت بخشي إلى وعود أردوغان السابقة بشأن إجراء إصلاحات ديمقراطية والعمل على تحديث تركيا، وواقع التناقضات لكل معايير الديمقراطية التي اتبعها أردوغان بعد الفوز المذهل لحزب العدالة والتنمية عام 2011 بحوالي 50 % من الأصوات. وأشار سنان أولغن، رئيس مركز دراسة السياسة الخارجية والاقتصادية إلى أنّ اردوغان ارتكب عدة أخطاء في مقتدمتها استخدام الدين في السياسية في المقابل تزداد شعبية صلاح الدين دميرتاز رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي الكردي، متوقعا أنّ ينجح الأخير في تجاوزالأخير عتبة 10% . لم يأخذ حزب العدالة والتنمية بعد موقفا من مسألة احتمال اتلافه إن لم يحصل على الأغلبية المطلقة، وترك الباب مفتوحًا أمام حزب الشعب الجمهوري بقيادة كمال قليتش دار أوغلو وحزب الحركة القومية بقيادة دولت باختشالي. وفيما يتعلق بالائتلاف مع الحزب الديمقراطي الشعبي الكردي فقد استبعد رئيس الحزب صلاح الدين دميرتاز الائتلاف مع حزب العدالة والتنمية تمامًا..