بدأ معارضون سوريون الاثنين في القاهرة اجتماعا يهدف إلى اطلاق تجمع جديد أكثر اتساعا كبديل عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية واقرار ميثاق وطني لهذا التجمع الجديد. وافتتح الاجتماع بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اللذين حذرا من التداعيات الاقليمية والدولية لاستمرار النزاع في سوريا. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية قال شكري إن "سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى وسيطرة التيارات الإرهابية المسلحة على معظم الأراضي السورية هو أمر يهدد مستقبل المنطقة برمتها ولا يمكن السكوت عليه". واعتبر أن وجود تصور سوري سياسي خالص للحل السياسي أهم الآن من أي وقت مضى. وأكد العربي أن تفاقم الأزمة السورية وتزايد تداعيتها الأقليمية والدولية تفرض علينا جميعًا إعادة النظر في ما اتخذ من اجراءات في هذا الملف بعد أن أدرك الجميع عدم امكانية الحسم العسكري". واعتبر العربي أن النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة لما آلت عليه الامور وتصميمه على المضي قدمًا في الحل العسكري، مشددًا على أن الحل في سوريا يجب أن يكون سوريا سلميًا وبارادة سورية حرة. وشدد وزير الخارجية المصري على أن الحراك السوري في مارس 2011 انطلق حراكًا سلميًا إلا أن النهج الامني العنيف وعدم إدراك طبيعة المرحلة أدى لازدياد حدة الاحتجاجات. وتابع أنه بعد ذلك زادت التدخلات الخارجية في الشان السوري بصورة غير مسبوقة وسمح للميليشات والمقاتلين الأجانب والسلاح للعبور للجانب السوري للقتال في صف طرف أو آخر وقضي على الحراك السلمي. وشدد على أن سوريا تحولت ساحة لصراع مسلح بالوكالة، وأصبحت أجزاء من الأراضي السورية ملاذًا أمنًا للارهابيين. وأكد أن استضافة القاهرة لهذا المؤتمر جاء بناء على طلب بعض القوى والشخصيات الوطنية السورية، مشددًا على أن مصر لم ولن تتدخل يوماً في شأن شعب عربي شقيق، فمصر لم تسع لتطويع الثورة السورية أو توظيفها تحقيقاً لمصالحها وأهدافها، وستظل دوماً علي استعداد لتقديم يد العون والرعاية لأشقائها العرب. ويأتي عقد هذا الاجتماع بعد لقاء استضافته القاهرة في يناير الماضي بمشاركة معارضين سوريين من الداخل والخارج، وانتهى باعلان وثيقة من عشر نقاط تنص بالخصوص على حل سياسي للحرب في سوريا. وقال أحد منظمي المؤتمر المعارض السوري هيثم مناع لفرانس برس في مايو الماضي أن هذا التجمع "مختلف كليا" عن الائتلاف السوري الذي يلقى دعمًا غربيًا ودعم دول عربية كالسعودية وقطر بالإضافة إلى تركيا. وأضاف سيكون اجتماعًا سوريًا مئة في المئة، نموله بانفسنا ولا يتحكم احد به وجدول أعماله سوري بحت". وتعاني المعارضة السورية من انقسامات وصراع على النفوذ وتعدد ولاءات لدول خارجية عدة.