انتقد الأمير بندر بن سلطان الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة السابق في الولايات المتحدة موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الاتفاق النووي الذي عقدته مجموعة (5+1) مع إيران. وقال الأمير السعودي في مقال باللغة الإنجليزية نشرته صحيفة ديلي ستار اللبنانية وموقع إيلاف الإخباري الخميس علي أن أعترف بأنني لم يسبق لي أن عملت مع الرئيس أوباما، كما لم ألتق به شخصيًا، لا قبل أن صار رئيسًا ولا بعد ذلك. والمعلومات الوحيدة التي أستند إليها في تقويمي للرئيس هي التي أمدني بها الملك الراحل عبد الله، أو تلك التي طلب نصيحتي بشأنها، حين كان يستدعي الأمر التعامل مع الرئيس أوباما. وهذه المسائل كلها كانت تمر، ذهابًا وإيابًا، من خلال السيد عادل الجبير، سفيرنا في واشنطن آنذاك ووزير خارجيتنا. وبحسب رويترز أكد الأمير السعودي أنّ أوباما، اتخذ قراره بالمضي قدمًا في الصفقة النووية مع إيران وهو مدرك تمام الادراك أن التحليل الاستراتيجي لسياسته الخارجية، والمعلومات الاستخبارية وحلفاء أميركا يف المنطقة لا تتوقع نفس نتيجة الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية وحسب بل ما هو أسوأ" في إشارة إلى نجاح بيونجيانج في تطوير قنبلة ذرية. وبحسب بي بي سي أشار الأمير بندر إلى أنّ الاتفاق الذي عقده الرئيس الأسبق بيل كلينتون كوريا الشمالية التي عملت بعد ذلك على تصنيع سلاح نووي. وقال الأمير السعودي إنه الآن أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن صديقي العزيز، الثعلب القديم هنري كيسنجر، كان مصيبا حين قال إنه على أعداء أمريكا أن يخشوا أمريكا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر. وبحسب رويترز كتب الأمير بندر إن العرب يبتعدون الآن عن الولايات المتحدة، مضيفًا ويعتمد الناس في منطقتي الآن على مشيئة الله وعلى تعزيز قدراتهم المحلية وعلى التحليل مع الجميع باستثناء أقدم وأقوى حليف لنا. وأضاف الأمير بندر أنّ إيران ستعيث فسادًا في الشرق الأوسط الذي يعيش بالفعل أجواء كارثية أصبحت إيران فيها لاعبًا رئيسيًا في زعزعة استقرار المنطقة وحذر من أنّ الاتفاق النووي مع إيران سيتيح لها امتلاك قنبلة ذرية وسيجعلها تعيث فسادًا في المنطقة. وجاء رد السعودية المعلن على الاتفاق مع إيران في شكل بيان مقتضب صدر في وقت متأخر يوم الثلاثاء وجاء به أن المملكة تدعم أي اتفاق يمنع طهران من امتلاك قنبلة ذرية لكنه أكد على الحاجة لعمليات تفتيش صارمة وإمكانية إعادة فرض العقوبات. وانتقد مسؤولون ووسائل إعلام سعودية لها صلات وثيقة بالأسرة الحاكمة الاتفاق في أحاديث خاصة ورجحوا أن يشجع إيران على تقديم مزيد من الدعم لجماعات مسلحة بالمنطقة. ونقلت مصادر سعودية عن الأمير بندر في أواخر 2013 انتقاده لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط. وتجدر الاشارة إلى أنّ أوباما نجح في تثبيت موقعه وسط النخبة الجمهورية في الولايات المتحدة، وكان يدير الملفات الشرق أوسطية من واشنطن مع فريق ديك تشيني والمحافظين الجدد، حتى بات عضواً غير رسمي في الحزب الجمهوري، الأمر الذي نظر اليه الديمقراطيون باعتباره خصماً سياسياً لهم. أصيب الأمير بندر بخيبة أمل بعد خسارة الجمهوريين الانتخابات سنة 1992 رغم خروجهم منتصرين من حرب الخليج.