أماطت وثائق رسمية، نُشرت مؤخرا في بريطانيا، اللثام عن محادثات سرية أشرفت عليها رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، مع مسؤولين سعوديين في عام 1985 بشأن أكبر صفقة أسلحة للمملكة المتحدة، كما كشفت الوثائق عن الدور المهم الذي إضطلع به الأمير بندر بن سلطان في هذه الصفقة.
وأظهرت الوثائق الرسمية التي نزعت عنها صفة السرية أن الأمير بندر بن سلطان آل سعود، الذي كان يشغل منصب سفير السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك، توسط في الزيارة الحاسمة التي قامت بها تاتشر للعاصمة السعودية الرياض و التي إلتقت خلالها الملك فهد بن عبد العزيز وفق ما أكدته قناة بي بي سي.
وقد حاولت تاتشر بأن تحافظ قدر المستطاع على سرية صفقة الاسلحة الضخمة والتي كانت من أهم صفقات التسلّح التي عززت من القوة العسكرية للمملكة في إطار صراع بارد مع إيران.
ورغم ترويج حكومة تاتشر حينها أن مرورها بالرياض للقاء الملك الفهد، بعد اختتام زيارة رسمية لها لجنوب شرق آسيا، على أنها فرصة لمناقشة التطورات الأخيرة في جهود لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن الوثائق السرية أكدت بأن هذه الزيارة كانت لمناقشة صفقة الاسلحة التي قُدّرت بقيمة 40 مليار جنيه استرليني لبيع طائرات من طراز تورنادو وطرازات أخرى للسعودية.
كما أظهرت الوثائق رسالة من وزارة الخارجية البريطانية إلى حكومة تاتشر أكدت فيها الأولوية الحقيقة للزيارة، وجاء في الوثيقة "حتى الآن لدينا فقط كلمة الأمير بندر التي تشير إلى أن الملك قرر شراء (طائرات من طراز) تورنادو".
وأضافت الرسالة "نحتاج إلى أن يكون ذلك أكثر دقة وأكثر صراحة. التعامل مع الملك شخصيا هو السبيل الوحيد ربما لدفع السعوديين (على إبرام الصفقة)".
و التقت رئيسة الوزراء البريطانية الملك فهد بن عبد العزيز، في ذلك الوقت، قبل خمسة أشهر من إبرام صفقة اليمامة التي تعتبر من بين أضخم صفقات الاسلحة في المملكة المتحدة والتي ساهمت في دعم قوة الاسطول الجوي والعسكري للمملكة العربية السعودية.