لم ترق حقيقة براءة السعودية من أي مسؤولية في أحداث 11 من سبتمبر والتي أكدتها مؤخرا الصفحات ال 28 السرية، لبعض الأصوات المتشبثة بوهم تواطىء السعودية في هذا الاعتداء ومن بينهم السيناتور الامريكي السابق بوب غراهام الذي يصر بأن للسفير السعودي السابق في واشنطن بندر بن سلطان على علاقة بالإعتداء، وهو الوهم الذي كذبته التحقيقات المتتالية وكذلك تقرير أعدته قناة CNN الأمريكية.
وتنطلق قناة CNN الأمريكية من الإتهامات الموجهة للسعودية عامة وللسفير السعودي السابق في واشنطن بندر بن سلطان رأسا لتؤكد في مقال ترجمته عنها الرياض بوست بأن آخر أمل للمتوهمين بوجود علاقة ودور سعودي وأثر لبندر بن سلطان قد سقط بنشر الصفحات 28 السرية، والتي كشفت بأن الإستناد لامكانية وجود تنسيق بين السفير السعودي السابق وأبو زبيدة الذي ألقي القبض عليه في باكستان وثبتت علاقته بتنظيم القاعدة لاتهام ممثل الديبلوماسية السعودية السابق في واشنطن بالتستر أو دعم منفذي الاعتداء هي مجرد تخمينات و أوهام.
ذلك أن وجود رقم هاتف بندر بن سلطان وارقام مرتبطة بالولايات المتحدة الامريكية بما فيها شركة أسبن التي يملكها السفير السعودي السابق والتي تتخذ من ولاية كولورادو مقرا لها لدى أبي زبيدة لم تكن كافية لثتثبت وفق التحقيقات الأمريكية والصفحات السرية أي علاقة لبندر بن سلطان والسعودية بهذا الاعتداء رغم إصرار غراهام بأنه يمكن تتبع أثار أخرى لدور السفير السعودي السابق في إعتداء 11 سبتمبر.
إعتراف التحقيقات الأمريكية ببراءة السفير السعودي السابق تؤكده القناة الامريكية من خلال تأكيدها على العلاقة المتينة التي تربط ممثل الديبلوماسية السعودية في واشنطن منذ سنة 1983 إلى سنة 2005 مع الرؤساء الأمريكيين الذين عمل في فترة حكمهم وهم رونالد ريغان و جورج اتش دبليو بوش و بيل كلينتون وأخيرا جورج دبليو بوش الذي يؤكد المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية بروس ريدل بأنه يعد صديقا مقربا لبندر بن سلطان وتجمعه معه صداقة قوية وعلاقة تقدير واحترام متبادل.
إلى ذلك ورغم أن نتائج التحقيقات الأولية التي نشرت في كتابين للجنة 11/9 في عام 2004 أكدت عدم عثورها على " أي دليل على أن الحكومة السعودية كمؤسسة أو كبار المسؤولين السعوديين مولوا فرديا أو جماعيا تنظيم القاعدة، حاولت الاتهامات إستغلال الأموال التي سلمها السفير السعودي السابق وزوجته لأسامة بسنان الموظف السعودي السابق في بعثة التربية التابعة للحكومة السعودية في واشنطن والذي يشتبه في علاقته بخاطفي الطائرة الامريكية التي شاركت في الاعتداء ( نواف الحازمي و خالد المحضار)، على أنها إثبات إدانة.
إلا أن التحقيقات أكدت عدم وجود أدلة تربط بسنان بالخاطفين بما أن عشرات الآلاف من الدولارات التي رصدها السفير السعودي السابق والتي رصدتها مؤسسة خيرية سعودية تديرها زوجة بندر بن سلطان، الأميرة هيفاء الفيصل كانت مخصصة لإعانة زوجة الموظف السعودي السابق التي كانت تعاني مشاكل صحية وهو ما أقرت به وكشف عنه زوجها أسامة بسنان في التحقيقات التي أجريت معه، وهو أيضا ما يؤكده موظف سابق في السفارة السعودية بإشارته إلى أنه من الطبيعي والشائع أن تقوم السفارة السعودية بتقديم الدعم والمساعدة للسعوديين المتواجدين خارج تراب المملكة، وهو ايضا ما تؤكده تصريحات فهد ناظر الباحث في معهد العربي لدول الخليج و المحلل السياسي الذي كشف بأن بندر بن سلطان كان معروفا بالكرم والاغداق على الجمعيات الخيرية.
ومع ذلك، قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي متابعة الشيكات المخصصة للزوجة بسنان والتي انتقلت وأعطيت لزوجة رجل سعودي آخر يعيش في الولايات المتحدة وهو عمر البيومي الذي تربطه علاقات مباشرة إلى الحازمي و المحضار بما أنه ساعدهما وفق التحقيقات في الاستقرار في سان دييغو عندما قدما إلى الولايات المتحدة في عام 2000 قبل مساعدتهما في العثور على شقة وتوقيع عقد إيجارهما، إلا أن نفس التحقيقات أكدت بأنه البيومي وزوجته لم يكونا على علم بتفجيرات 11 سبتمبر ولا بإنتماء المحضار والحازمي لتنظيم القاعدة.
هذا وختمت القناة الأمريكية مقالها بتأكيد المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية بروس ريدل بأنه يجب على الإتهامات التي توجه جزافا للسعودية ومسؤوليها أن تتوقف لأن كل التحقيقات أثبتت وأكدت براءة المملكة من أي مسؤولية بالإعتداء.