هاجمت هيلاري كلينتون المرشحة لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية عام 2016 ، خصمها الجمهوري جيب بوش. وبحسب بي بي سي تركزت انتقادات كلينتون على تحديد المسؤول عن الأوضاع الجارية في العراق. وكان بوش اتهم الرئيس الامريكي باراك اوباما بأن سياساته في العراق هي التى أدت لتدهور الاوضاع الأمنية حاليا بسبب ما قال إنه "إنسحاب مبكر للقوات الامريكي من العراق عام 2011 وهو الذي مهد لقيام تنظيم داعش. وقال بوش عن أوباما ووزيرة خارجيته بين عامي 2009 و2013 هيلاري كلينتون إنهما كانا شغوفين بصنع التاريخ لكنهم فشلوا حتى في أن يصبحا صانعي سلام. وبحسب الفرنسية أضاف بوش "الانسحاب المبكر كان خطأ مميتا انشأ فراغًا تقدم تنظيم داعش لملئه، مضيفًا "التسرع في الابتعاد عن الخطر وفي التوجه نحوه قد يتوازيان في قلة الحكمة". وردت عليه كلينتون بإلقاء المسؤولية على سياسات الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش شقيق "جيب بوش" والذي تفاوض حول الانسحاب من العراق خلال فترة رئاسته الثانية. وقالت كلينتون متحدثة في سياق حملتها الانتخابية في ايوا "اجد من المدهش أن يعاود جيب بوش الدفاع عن اعمال شقيقه في العراق، مضيفة وإن كان سيفعل ذلك، فعليه عندها ان يعرض الصورة كاملة، والصورة الكاملة كما تعلمون تتضمن الاتفاق الذي ابرمه جورج بوش مع حكومة (نوري) المالكي في العراق والذي حدد نهاية 2011 موعدا لسحب القوات الاميركية. وبحسب بي بي سي أضافت "لا أستطيع أن أفهم هل كان يجهل هذه الحقيقة أم أنه كان يظن أن أحدا لن يتذكرها؟". وبعد 12 عاما على جر الرئيس جورج بوش الابن الولايات المتحدة الى حرب مثيرة للجدل في العراق، اتهم شقيقه الديموقراطيين بالتخلي عن العراق قبل انتهاء المهمة معتبرا ان ادارة اوباما سمحت بقيام تنظيم داعش من خلال سحب القوات الاميركية بشكل مبكر من العراق. ورأى جيب بوش في تصريح يشكل مجازفة سياسية ان الوضع قد يتطلب اعادة قوات قتالية الى العراق. وقال "حاليا هناك 3500 من الجنود والمارينز (مشاة البحرية الاميركية) في العراق وقد يتطلب الامر ارسال المزيد". واضاف "ليست هناك حاجة الى التزام اميركي كبير بتوفير قوات مقاتلة ولم يطلب اصدقاؤنا ذلك. لكن ينبغي ان نبرهن على جديتنا وتصميمنا على مساعدة القوات المحلية في استعادة بلادها". واحيت تصريحات جيب بوش جدلا مريرا اثير تكرارا في واشنطن واساء الى ارث شقيقه جورج دبليو بوش (2001-2009). وتسبب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 في سقوط نظام صدام حسين ودخلت البلاد من حينها مرحلة انفلات سياسي وأمني وصل إلى استيلاء تنظيم داعش على عدة محافظات العام الماضي. وفي العام 2002، كانت هيلاري كلينتون عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي وصوتت مع غزو العراق ولكنها اعتبرت في ما بعد ان تصويتها كان خطأ. وقد يكون هذا التصويت سبب خسارتها في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية في 2008 امام باراك اوباما المعارض للحرب. جيب بوش قد يكون ثالث رئيس أمريكي من عائلة بوش بعد والده وأخيه وتسعى كلينتون لخوض الانتخابات التمهيدية لحزب الديمقراطيين للفوز بتزكية الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة العام المقبل. يذكر ان فكرة الانسحاب الامريكي الكامل من العراق وإعادة الجنود إلى الوطن كانت إحدى نقاط الجدل الانتخابي بين مرشحى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين أوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكاين عام 2008.