2015-10-10 

التحقيق في سقوط الموصل يفضح قيادات عراقية

من بغداد، كريم ابو مرعي

حملت لجنة تحقيق برلمانية عراقية قيادات كبيرة مسؤولية سقوط الموصل، في يد تنظيم داعش العام الماضي. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية اتهم التقرير القيادات بالتغاضي عن معطيات قرب سقوطها والاخفاق في ادارة معركتها واشار تقرير لجنة التحقيق التي تضم 26 نائبًا شكلت مطلع السنة الجارية، الى ان مديرية استخبارات نينوى رفعت تقارير مفصلة عن نية داعش، شن الهجوم ومحاوره ومعسكرات تدريبه. وقال إن "سيطرة عصابات داعش الارهابية على محافظة نينوى كان حدثا فاجأ العالم في توقيته، إلا أن المطلعين على الأوضاع الأمنية للمحافظة كانوا يدركون تمامًا أن هذا الأمر كان سيحدث حتما. أضاف: كل المعطيات كانت تشير إلى ذلك بوضوح،لاسيما وأن سيطرة القوات الامنية "انحسرت عند اجزاء واسعة من المحافظة قبيل سقوطها نتيجة تدهور الوضع الامني فيها بشكل مطرد ولافت، مع تزايد الهجمات الإرهابية التي باتت أكثر تنسيقًا ودقة. واعتبر تقرير اللجنة التي استمعت لاكثر من مئة شخص، أن القيادة العامة للقوات المسلحة، لم تنتبه إلى تلك الظروف المعقدة والتحديات الجسيمة التي كانت تعيشها المنظومة الأمنية في محافظة نينوى. وانتقد الاداء السيىء في ادارة المعركة، الذي أجهز على الامل الاخير لصمود المدينة، مؤكدًا أن القيادات الأمنية اقترفت عددا من الاخطاء الجسيمة التي سرعت من حدوث الانهيار الامني الذي انتهى بسيطرة عصابات داعش على المحافظة. ورفعت اللجنة تقريرها الى رئيس مجلس النواب الاحد. وصوت البرلمان في اليوم التالي على احالته وملف التحقيق بالكامل على القضاء. وبحسب التقرير، رفعت مديرية الاستخبارات في نينوى منذ مايو 2014 تقارير عن نية التنظيم شن هجوم مطلع يونيو. وكان آخر هذه التقارير في الخامس من الشهر نفسه. وسبق الهجوم بايام اعتقال من وصف بانه ابرز المسؤولين العسكريين للتنظيم في نينوى، والذي اعترف بخطة الهجوم ومحاور التقدم. وبحسب التقرير، بدأ الهجوم دون تعديل على الخطة. وحمل التقرير المالكي وآخرين مسؤولية الانهيار الامني، مشيرا الى فساد مستشر وسوء كفاءة في القيادة العسكرية. وقال ان المالكي "لم يمتلك تصورا دقيقا عن خطورة الوضع الامني في نينوى لانه كان يعتمد في تقييمه على التقارير المضللة التي تصله من قبل القيادات العسكرية والامنية"، وانه "لم يتخذ قرارا حاسما بعد انهيار القطعات العسكرية". ويأخذ التقرير على المالكي الذي ترأس الحكومة بين 2006 و2014، "اختيار قادة وآمرين غير اكفاء مورست في ظل قيادتهم كافة انواع الفساد" وابرزها تسرب العناصر من وحداتهم في ما عرف بظاهرة "الفضائيين"،وعدم محاسبة العناصر الفاسدين "من قبل القادة والآمرين، والتي لها الدور الاكبر في اتساع الفجوة بين الاهالي والاجهزة الامنية". كما يحمله التقرير مسؤولية "عدم الالتزام ببناء قدرات الجيش" وتوسعته عبر تشكيل قطعات اضافية "من دون الاهتمام بالتدريب الاساسي والتسليح النوعي"، وزيادة العديد "على حساب الكفاءة والتدريب والنوعية". واورد التقرير ان معظم الوحدات العسكرية كانت تعمل بنحو نصف قدرتها. وحمل التقرير قنبر مسؤولية "سوء تقدير الموقف لدى وصوله الى المدينة،والارباك الكبير الذي ألمّ بقيادة المعركة"، و"الاختيار الخاطىء" بالانسحاب من مقر العمليات في غرب المدينة الى شرقها، عشية سقوطها، بموكب مؤلف من 30 عجلة مدرعة، ما "اضر كثيرا بمعنويات المقاتلين" لا سيما بعدما استثمر التنظيم هذا الانسحاب "لاشاعة خبر هروب القادة". الى ذلك، حمل التقرير غيدان مسؤولية "عدم الاهتمام بالقدرة القتالية للقطعات المتواجدة في الموصل وعدم تعويضها بالمقاتلين والمعدات" بعد الهجمات التي كانت تتعرض لها قبل يونيو. كما انه قام بسحب قطعات عسكرية من نينوى الى محافظات اخرى "دون تقدير للموقف". وحمل التقرير غيدان مسؤولية عدم مراقبة اداء الآمرين، وانقطاع طريق الموصل بغداد "الذي سيطرت عليه المجاميع الارهابية بشكل كبير قبل سقوط الموصل"، ما ادى الى نقل العناصر الامنية والامداد بالجو. ونقل التقرير شهادة قائد الفرقة الثانية في الجيش العميد فاضل جواد علي، الذين وصل الى الموصل قبل يومين من سقوطها، لاستبدال العميد عبد المحسن فلحي الذي اوقف ونقل مخفورا الى بغداد لمخالفته الاوامر. وقال علي انه جال في المدينة في التاسع من يونيو ولم يجد فيها نقاط التفتيش المعتادة، كما كانت "العجلات متروكة ولا يوجد فيها جنود"، مشيرا الى ان تعداد احد افواج فرقته كان 71 جنديا فقط من اصل 500. ولدى سؤاله عن مكان احد خطوط الدفاع في المدينة، ارشده ضباط آخرون الى شارع تتواجد فيه عربتان مدرعتان محترقتان، وقالوا له "هذا هو خط الصد". اضاف علي "كانت الجثث لا تزال ملقاة في الشارع". وتمكن التنظيم بعد سيطرته على الموصل من الاستحواذ على كامل محافظة نينوى، وافاد من الانهيار الامني للتمدد جنوبا وغربا. واشار التقرير الى ان قنبر امر قائد عمليات نينوى الفريق مهدي الغراوي، صباح 9 يونيو، باعداد خطة لاستعادة ما فقد من المدينة. اضاف "تم وضع الخطة، الا انها لم تنفذ لانتهاء العمليات بسقوط الموصل" فجر اليوم المقرر.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه