أعلن آخر معتقل بريطاني من أصل سعودي في غوانتانامو شاكر عامر الذي تعتزم السلطات الأمريكية إطلاق سراحه قريبا، إضرابا عن الطعام مؤكدا أنه قد لا يخرج حيا من المعتقل. وذكرت صحيفة مايل أون صنداي في عددها الصادر الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول أن عامر (48 عاما) سعودي الأصل أكد لمحاميه تعرضه لعنف جسدي. وقال عامر المتزوج من بريطانية والذي تطالب لندن بإطلاق سراحه منذ العام 2010، لمحاميه كلايف ستافورد سميث أنه "تم توقيع أوراق لكن هذا لا يعني شيئا، أمور كثيرة قد تحصل قبل أن أخرج" من غوانتانامو، مؤكدا "أعرف أن البعض لا يريد أن أرى الشمس من جديد". وعامر معتقل في غوانتانامو من دون توجيه اتهامات إليه منذ شباط/فبراير 2002، ويشتبه بأنه عمل على تمويل وتجنيد عناصر لصالح تنظيم القاعدة في بريطانيا. غير أن محاميه يؤكد أنه كان يعمل لحساب جمعية خيرية حين قبض عليه في تورا بورا بأفغانستان. وتسعى الإدارة الأمريكية لإغلاق معتقل غوانتانامو منذ انتخاب باراك أوباما. وذلك بعد مرور 14 عاما على هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 التي شكلت نقطة الانطلاق لهذا المعتقل و"الحرب على الإرهاب" التي شنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن. وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة أنها تدرس إرسال مسؤولين إلى ولاية كولورادو، لتقييم الأوضاع هناك وإمكانية استخدام سجن فدرالي يتبع للـFBI كبديل لغوانتانامو ليأوي السجناء الأكثر خطورة بنظر الولايات المتحدة. وأبلغت الوزارة مجلس الشيوخ الأمريكي بهذا الأمر، في إشارة الى محاولات الإدارة الأمريكية تطبيق وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو الواقع في معسكر للبحرية الأمريكية بخليج غوانتانامو في شمال جزيرة كوبا. ويقع السجن الفدرالي المذكور في بلدة "فلورنس" جنوب مدينة دينفير، ويشمل منشأة وسطية الحراسة وأخرى مشددة الحراسة، ويسجن فيه عدد من إرهابيي القاعدة المحبوسين مدى الحياة. ولا يزال في غوانتانامو 115 معتقلا، القسم الأكبر منهم يمنيون ما يشكل إحدى أهم العقبات أمام إغلاق السجن بسبب استحالة إعادتهم إلى بلادهم التي تشهد نزاعا مسلحا. وكان المسؤولون الأمنيون قد أعلنوا سابقا أنهم يدرسون إمكانية نقل المعتقلين إلى مواقع عسكرية من بينها فورت ليفنوورث في كانساس، أو نيفي بريغ في تشارلستون بكارولاينا الجنوبية. يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن في 19 آذار/ مارس المنصرم أنه يعتقد أنه كان يتوجب عليه إغلاق معتقل غوانتانامو منذ اليوم الأول لرئاسته. وقال أوباما حينها إنه في اليوم الثاني له في البيت الأبيض وقع على أمر إداري بإغلاق معتقل غوانتانامو في غضون عام واحد. وأعلن أنه أوكل طاقما بتجهيز خطة لإغلاق المعتقل، ولكن عند طرح الخطة وتقديمها له في 22 كانون الثاني/ يناير 2010 كان الاتفاق من كلا الحزبين حول الموضوع قد تلاشى وواجه قضايا وخلافات سياسية أخرى.