يأتي اعلان المملكة العربية السعودية للحرب ضد كل التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش من إدركها العميق لدورها كلاعب رئيسي في المنطقة خاصة في ما يتعلق بحفظ امنها القومي وكذلك الاستقرار في المنطقة .الامر الذي ترجمته السعودية على ارض الواقع بما أنها على رأس تحالف يضم 34 بلدا أنشأ لمكافحة الارهاب ولحماية المنطقة من خطر التنظيمات الارهابية.مساع ومجهودات سعودية لقيت اشادة اقليمية ودولية وهوما تؤكده ناتالي غوليت نائب رئيس كمتب التحقيقات حول التنظيمات الجهادية في مقال نشر لها على اعمدة صحيفة لوهافينغتون بوست.
تقول ناتالي التي قامت بزيارة الرياض مع السفير الفرنسي انه وبالإضافة إلى التدابير الأمنية التقليدية والتدريب و التنسيق بما في ذلك توقيع اتفاقية تعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، اتخذت المملكة عديد الخطوات للحد من تمويل الإرهاب. وتشمل هذه التدابير: إنشاء وحدات مكافحة غسل الأموال، وإنشاء إدارة التحريات المالية، والسيطرة على القواعد التي تنظم فتح الحسابات المصرفية والإشراف على الجمعيات الخيرية والتي تم أغلاق 40 منها. ونحن في اوروبا وخاصة فرنسا نعرف جيدا هذه التدابير صعبة التنفيذ، والتي يستغرق وقتا طويلا للتحقق لكن السعودية تمكنت في ضرف وجيز من تحقيق نتائج باهرة في هذا المجال.
بالإضافة للمساجد تعد البرلمان ووزارة الداخلية ومديرية الطيران المدني ، الأهداف الاولى للهجمات في السعودية 152، فقوات الشرطة مثلا ضحت بمائة قتيل من عناصرها وأكثر من 500 إجريح ، في حرب المملكة ضد تنظيم داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى، لا يوجد مجال للشك الان ان المملكة العربية السعودية جميلة دخلت مرحلة متقدمة من الحرب ضد الإرهاب.
غير بعيد عن الاجراءات التي اتحذتها المملكة في حربها المعلنة ضد الارهاب تقول بانها زارت مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في الرياض والذي يعد احد الركائز التي تقوم عليها حرب السعودية على الارهاب لدوره الكبير في مكافحة الايديولوجيا الارهابية بالتعليم. السفير الفرنسي كان أكثر الذين ذهلوا بالإمكانيات البشرية واللوجيستية التي وصعت في هذا المركز وبالحرفية العالية لهذه المؤسسة في القيام بواجبها في دعم سياسة المملكة وتوجهاتها. والاهم في هذا المركز أنه ليس بديلا للعقاب أو السجن فنزلاء هذا المركز يأتون بمليء ارادتهم وهو شرط الاستفادة من برنامج هذا المركز.
وبعد الفحص النفسي الطويل للتحقق من الالتزام الحقيقي للإصلاح، يتم العمل على حسن اندماج نزلاء هذا المركز في المجتمع، والتي تمتد على مدى عدة أسابيع.. الذين يتبعون العلاج في هذا المركز ليسوا بمرضى ولا محتجزين، بل هم اشخاص مستفيدون من برنامج الاصلاح . يحيط بهم الأطباء وعلماء النفس وعلماء الاجتماع الذين تدربوا في أفضل الجامعات الأمريكية على وجه الخصوص، وحتى السجناء السابقون، يتم التعامل معهم في هذا المركز من قبل اختصاصيين بما في ذلك أولئك الذين يستخدمون العلاج عن طريق الفن. ويقيم هؤلاء و تتم استضافتهم في هذا المركز مع المرافق الرياضية والتعليم والتدريب وليس لديهم إمكانية للخروج قبل ثلاثة أشهر.
هذا المركز، الذي يتعامل أيضا مع وضع المرأة التطرف الحصول على نسبة نجاح 85٪ منذ افتتاحه وتمت معالجة أكثر من 6000 شخص. إذا يحق لنا جميعا أن نتساءل عن حقيقة هذه الأرقام يبقى أن الطريقة يمكن تكرارها. ويضم هذا المركز ايضا اقساما تتعامل مع المرأة وتوجهاتها الراديكالية والتي فاقت نسبة النجاح في التعامل معها واصلاحها نظرتها تجاه دينها ومجتمعها 85 في المئة كما نجح المركز ايضا في معالجة 6 الاف شخص. ارقام هذه المؤسسات خير دليل على العمل الكبير الذي يقوم به وعلى الارادة الحقيقة في السعودية لمحاربة الارهاب.
لكل بلد أجندته الخاصة به وقدرته على التطور بالسرعة التي تناسب امكانياته وحجمه. والمملكة العربية السعودية خير دليل على الارادة والقدرة الكبيرة على تعديل سياستها بما يتماشى مع مصالحها وامنها القومي فهي ليست محصنة ضد الحداثة، كما أنها ليست من البلدان التي قد تتخلى لهذا الغرض عم تقاليدها وثقافتها. ومن يزورها يتأكد من حسن نوايها وارادتها القوية في مكافحة الارهاب .