2016-03-01 

‏لبنان على موعد مع "الحزم".. عاصفة "الثورة" تقرع

طوني بولس

سنكون حيث ينبغي أن نكون" نظرية "كونفوشيوسية" اطلقها أمين عام حزب الله حسن نصرالله لتبريره قتل الشعب السوري، ولترتسم من بعدها صورة لبنان كغرفة عمليات لمخططاته الاجرامية والارهابية حول العالم. إستطاع تحويل الحكومة اللبنانية الى حكومة غريبة الأطوار، تسير عكس المسار الطبيعي للمنطقة، وعكس المسار التاريخي للبنان. لتكون حكومة الموت السريري، تنضح شللاً وعتمةً وفساداً وهدراً وابتزازاً، انها حكومة مسخ تشبه أيّ شيء إلاّ سلطة تنفيذيّة تتخبّط باتجاهات كثيرة، لكنّ المطلوب واحد.

‏في العام 2006 خطف حزب الله جنوداً إسرائيليين وقاد البلاد الى مواجهة مدمرة مع إسرائىل انتهت بشبه وثيقة استسلام هي القرار 1701 الذي أحال "المقاومة" على التقاعد رغم كل الخطابات على المنابر، فاصبحت "مقاومة" على الشعب اللبناني تحمي حدود اسرائيل.

‏وفي العام 2012 انخرط بشكل كامل في قتل الشعب السوري، واسقط حدود لبنان التي جعلها سائبة تتهاوى امام عبور جحافل "حزب الله".

‏اما في العام 2016، خطف حزب الله سياسة لبنان الخارجية، وهو يقود البلاد الى مواجهة مدمرة هي الاخرى مع العرب، ولن تنتهي بأقل من عزلة خليجية وعربية وتدمير ما تبقى من دولة لبنان والوصول الى دولة فاشلة يمكن تعريفها بـ"الحال اللبنانية"، تكون ملعباً حيوياً في توسع الامبراطورية الفارسية.

‏امام هول فاجعة انهيار الدولة اللبنانية وعدم قدرة مؤسساتها على الصمود في وجه الزحف الفارسي المتغطرس والمتجلبب برداء الولي الفقيه وعودة الامام الغائب من جهة وتخاذل الجيش والقيادات الرسمية التي باتت شكلية ومعتمدة للديكور فقط هل يجب الصلاة فقط بانتظار مخلص؟.

‏ربما قد حان الوقت لان تعود الحرب الى لبنان ولكن حربا من نوع اخر.. اي من النوع الذي يضع العالم امام مسؤولياته خصوصا العالم الغربي الذي كان على الدوام في شبه توأمة سياسية واقتصادية مع كل فئات لبنان بدليل وجود رعايا كبيرة وفاعلة في معظم دول الغرب.

‏وهذه الحرب ينيغي ان تكون تحركا سريعا وفاعلا في الداخل والخارج على كل الاصعدة اذا ارادوا للدولة ان تستعيد روحها بدلا من لفظها، من اجل الوقوف في وجه المخطط الذي وضعه حسن نصرالله على نار قوية لابتلاع اخر حصون الهيبة والخصوصية اللبنانية عبر سلاحه السافر المنتشر على الاراضي اللبنانية، وامتداد ارهابه الى العديد من دول العالم ولاسيما العربية منها وليس اخرها تدمير علاقة لبنان بالخليج العربي والمملكة العربية السعودية.

‏فهل يمكن مهادنته هذا الخلل وتعطيل الحياة اللبنانية برمتها من قبل فصيل لبناني ياتمر باوامر الحرس الثوري الايراني؟ وهل سنترك هذه الميليشيا التي تقامر بمصير اللبنانيين والانزلاق بالبلاد الى النزاعات المتكررة والمتعددة والتي ستؤدي حتما الى احتلال العاصمة اللبنانية مرة ثانية ..ولكن من قبل من هذه المرة؟

‏اللبنانيون هم المعنيون بالدرجة الاولى.. واللبنانيون ليسوا كلهم حزب الله.. وهم يرفضون ان يكونوا مرة اخرى ضحية التامر عليهم ..وعليهم ان يعدوا العدة ولو متاخرين لمواجهة الغول الذي لن يشبع الا بعد التهامهم كلهم لتخلو له الساحة ويحقق الحلم الالهي بولاية الشر الفارسية. الخيارات لم تعد متعددة امام الشعب اللبناني لعدم تمكين احد من احتلال لبنان مجددا وازالة ما تحاول طهران ان تفعله اليوم، فلينتفض الجميع سلميا في الداخل والخارج كما حصل في ثورة الارز الاولى لتخليص البلاد وبالسرعة المطلوبة وقبل فوات الاوان.

‏نظرياً قد يعتقد البعض ان هذه الثورة صعبة ومعقدة، ولكن اذا نظرنا الى التجربة المصرية والثورة المضادة على الثورة الاولى والتي اتت بالسيسي رئيساً لمصر، نستنتج ان الامر ليس بهذه الصعوبة ولاسيما الاجواء العربية والدولية ستدعم اي حراك يستهدف منظمة "حزب الله" المتوقع اعلانها منظمة ارهابية سواء على المستوى العربي او الدولي، فالشعب اللبناني سيحصل على كل الدعم السياسي لتحجيم منظومة ارهابية صدرت جرائم الحرب والارهاب من لبنان الى بقاع كثيرة من العالم.

‏وطبعاً هذه المواجهة التي شاء القدر ان يتحملها اللبنانيون، لان منظومة حزب الله تنطلق من لبنان رغم انتمائها الكامل لتصبح شكلاً من اشكال الحرس الثوري او وجها من وجوه "الباسيج" الايراني، لها بعد اوسع واشمل من بعدها الداخلي المتجسد في قوى 14 و8 آذار، فهي حلقة من حلقات المواجهة العربية-الفارسية التي تمتد على مساحة الوطن العربي، وهي تهدف في بعدها الداخلي اللبناني الى إسترجاع "الدولة" من "الدويلة" وانتصار "الجمهورية" على "الولاية".

‏ايها اللبنانيون، ان استراتيجية حزب الله لتغيير وجه لبنان قائمةٌ على قدمٍ وساق منذ امدٍ بعيد، إلاّ ان تورّط الحزب المباشر في سوريا واليمن والعراق والبحرين وصولا الى الصومال وبلغاريا والفلبين وكل بقاع الارض، عجّل في سقوط آخر اوراق التين التي تلطّى هذا التنظيم الارهابي خلفها كلّ تلك السنين. لقد قرر حزب الله تغيير وجه لبنان المُشعّ، تيمّناً بما هو حاصل في الجمهورية الإسلامية في إيران. ‏ايها اللبنانيون، إنّ استرجاع قرارنا الوطني، باب خلاصنا، هو رهنٌ بموقفكم، وارادتكم، وتوقكم لغدٍ لبناني افضل فلا تتأخروا ولا تخافو، لم نعد وحدنا في هذا العالم والمطلوب هو الصمود.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه