تحظى زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر بأهمية بالغة ليس فقط لحكومة عبد الفتاح السيسي التي تواجه تحديات وصعوبات أمنية وإقتصادية كبيرة بل للمنطقة ككل حيث ينتظر أن تخرج هذه الزيارة بإستراتيجية ورؤية سعودية ومصرية مشتركة لمستقبل العلاقات الثنائية ولمستقبل التطورات التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط خاصة وأن هناك إختلاف في وجهات النظر إزاء عدد من القضايا.
بالنسبة لمصر تعد زيارة الملك سلمان الاولى للقاهرة منذ توليه سدة الحكم جرعة من الاكسجين التي ستبعث في الإقتصاد المصري حيوية ودفعا جديدا في ظل الصعوبات الكبيرة التي يواجهها وكذلك للامن المصري الذي يواجه هو الآخر خطر التنظيمات الارهابية التي ألحقت بصفوفه خسائر كبيرة. لذلك فإن المجالين الاقتصادي والامني سيكونان الحاضر الابرز على طاولة المباحثات بين الملك سلمان والسيسي حيث تؤكد وكالة الانباء الفرنسية أنه من المنتظر بأن توقع خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة والتي تمتد على خمسة أيام عدد من الاتفاقيات التي ستصل قيمتها الى 1،7 مليار دولار. وتنقل الوكالة في هذا السياق تصريح مسؤول مصري أكد بأن 24 إتغاقية ستوقع خلال هذه الزيارة بقيمة جملية تقدر ب 1،7 مليار دولار سيخصص 1،5 مليار دولار منها لتمويل عدد من المشاريع في شبه جزيرة سيناء التي تعتبر ساحة حرب بين الجيش المصري والتنظيمات الارهابية.
وتعد حزمة المساعدات السعودية الجديدة لمصر خطوة تؤكد وفاء السعودية بتعهداتها تجاه القاهرة خاصة وأن الملك سلمان عبر سابقا عن دعمه لمصر وعن تخصيص مساعدات لحكومة السيسي لمواجهة المطبات الاقتصادية والامنية. إضافة الا أن السعودية كانت قد قدمت في مارس آذار الماضي مع الامارات والكويت دعما ماليا لمصر يقدر ب 4 مليارات دولار ناهيك عن إعلان الملك سلمان تعهد بتمويل حاجيات مصر من النفط لمدة 5 سنوات وهو ما ترى فيه استاذة العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في القاهرة نهى بكر تاكيدا لاستمرار الدعم السعودي في صورته السياسية والاقتصادية ووجود توافق رغم بعض الخلافات.
زيارة الملك سلمان من المنتظر ايضا بان تبحث توحيد المواقف السعودية المثرية إزاء عدد من القصايا على غرار الملف اليمني والازمة السورية وتجاوز نقاط الخلاف في ما يتعلق بارسال قوات بربة مصرية لدعم قوات التحالف الذي احجمت مصر عن تنفيذه وهو ما يفسر بالخطوات المصرية لتنقية الاجواء بين الحلفين الاقليميين حيث قررت مصر قبل يوم من وصول الملك سلمان ايقاف بث قناة المنار المحسوبة على حزب الله ألد اعداء السعودية وذراع إيران في منطقة الشرق الاوسط من القمر الاصطناعي نايل سات، اضافة الى التاييد المصري لتصنيف دول مجلس التعاون الخليجي لحزب الله اللبناني على أنه تنظيم ارهابي.