الحياة - جاء حديث ولي ولي العهد في مقابلته أمس عبر قناة «العربية» محملاً بالأهداف الكبيرة الثقيلة، وبخط لن يكون طريقه مفروشاً بالورود على المطلق، إذ تمضي الرؤية السعودية نحو المستقبل بحماس منقطع النظير، وتتحدث من زوايا متعددة وتركز بدقة على مفاصل حياة ومنعطفات مستقبل، وحين تتوقف مع الصوت السعودي الشاب ولي ولي العهد الذي يتحدث عن هذه الرؤية، تؤمن بأن ثمة مشاريع عمل ستكون في الطريق ملتزمة بالوقت وصلابة المنجز، وأن حجار الطريق ستكون في حيز التركيز والتنبه كي يكون المستقبل على توازٍ، وتلامس دائم مع تحقيق الطموحات والانتقال النوعي في نواحٍ متعددة يتطلع لها الوطن الطموح والمواطن المتفائل، ولم يكن يتوقع أحد أن ندوّن ولو متأخراً - كسعوديين على الأقل - سطراً بالغ الصرامة في مشهدنا السعودي، وهو أن نصبح على مرمى قريب من أن نعيش بلا اتكاء تام على النفط ونخرج من حال الإدمان النفطية وغلق التفكير عن أي مصادر أخرى نرسم معها خريطة طريق جديدة ورؤية لا تقف عند سطر متذبذب ومتأرجح.
التفكير في بلع العديد من المشكلات ومن ثم الشروع في العمل في ذلك كالبطالة والإسكان تحدٍ كبير، ومن أجل هذا التحدي سيكون الوضوح والعمق والشفافية رفقاء مرحلة حتى يصبح العلاج في زمن أسرع وتكون هناك فرص متاحة لحياة أفضل، أكبر الصراعات التي ستقف أمامنا ستكون صراعاتنا مع الذات واستثارة الممكن والإيمان بقدرات الأفراد، الذين هم أحرص من يريد أن نكون أقرب من كل الأحلام وراغبين في أن نصبح شيئاً مختلفاً في عالم لا ينتظر من يتوقف.
الإيمان التام بنقاط القوة في ملف السعودية الجديدة والذهاب بمعيتها في سباق الأمل وخرائط العمل هما إيمان مطمئن وخالق تصوراً أشمل، فمن ثقل العمق العربي والإسلامي لقوة استثمار في متناول اليدين ورهن للتفـــكير الجـــدي الهادئ والمتزن إلى محور الربط بين قارات ثلاث تـــكمن مكاسب ومرتـــكزات راسخة في الجذر والعمق، النجاح مغرٍ ومحفز ومثير وستظل كل الأعين تلاحقه والقلوب تهتف له، ونقدنا المستمر لذواتنا يجعلنا في قلــب المشــهد وفــي صلب الحدث، شريطة أن يكون النــقد العــقلاني الذي يرحل بنا للتقويم لا التقويض.
ولادة العهد الجديد وضعت تركيزها على منصة عالية من استشراف المستقبل واحتواء التهديدات ومجابهة التحديات من وقت مبكر، أما حكايات الجدال المتكررة والطارئة فليس هذا مكانها البتة، أمام الرؤية السعودية المتحمسة خطوات متنوعة تقف على هرمها جملة «يجب أن نكون»، ولو لم يكن من هذه الرؤية إلا بوادر أن نتخلص من الدستور النفطي ونجعل العالم يترقب ماذا نفعل وينظر إلينا في شكل مستمر ودقيق، لكان ذلك كافياً في مستقبل سيكون محملاً بجهد خيالي إن صحت العبارة، الوعود الكبيرة بالفعل لا تليق إلا بمملكتنا الكبيرة التي تتجه بثبات لإصلاح شامل ممنهج، ومستقبل برعاية شابة صريحة.