أطفأت دول مجلس التعاون الخليجي الشمعة ال35 منذ تأسيس هذا الصرح الاقليمي المشترك، مناسبة وان خصصت للاحتفال بقوة وتماسك هذا الصرح الا انها كانت أيضا فرصة لمزيد تأكيد ضرورة توطيد العمل الخليجي المشترك لحمابة الامن والهوية الخليجية مما يتهددها من أخطار ومؤامرات.
وفي هذا السياق اشرف أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، على الاحتفال بهذه المناسبة في ظل مشاركة وحضور عدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والإعلاميين العرب . مناسبة استغلها الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني للاشادة بمسيرة مجلس التعاون منذ انطلاقتها في 25 مايو/أيار عام 1981 وبالانجازات البارزة التي حققها في سبيل دعم الترابط والتكامل الخليجي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية والاجتماعية، وتسخير جهودها وإمكانياتها لنصرة القضايا العالمية ودعم الدول الشقيقة والصديقة وفق ما نقلته قناة روسيا اليوم .
وبالعودة الى 35 سنة من إنشاء هذه المؤسسة فقد شهد العمل الخليجي المشترك محطات فارقة يمكن التوقف عند أبرزها والذي يمكن إعتبار أكثرها وقعا قرار المجلس في 26 مارس الماضي، التدخل العسكري في اليمن، استجابة لطلب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، لتبدأ في اليوم نفسه عملية "عاصفة الحزم" ضد معاقل جماعة أنصار الله "الحوثيين"، والرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في صنعاء.
العمل الخليجي المشترك لم يخلو من هزات وتباين في الاراء تم تطويقها بسرعة حيث قررت السعودية والإمارات والبحرين سحبت سفرائها في مارس 2013 من الدوحة احتجاجا على سياسية قطر "المناوئة لمصالح دول المجلس"، ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وجاء القرار الفصل من قبل وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في 13 أغسطس من العام نفسه، الذين أمهلوا الدوحة أسبوعا لتنفيذ اتفاق الرياض وإنهاء كل ما يتعلق بالخلافات البينية. ولأن المصلحة المشتركة تقتضي تجاوز الاختلافات ودعم العمل الخليجي المشترك فقد قرر المجلس وبعد 3 أشهر، عقد مؤتمر القمة الموالي للمجلس في الدوحة، في ديسمبر 2014، وتم الاتفاق فيه على عودة سفراء دول السعودية والبحرين والإمارات إلى قطر.
عسكريا كانت للمجلس ايضا قرارات قوية وراسخة أهمها قرار تشكيل قوات درع الجزيرة المشتركة، في 10 أكتوبر 1982، والذي يعد أهم إنجازات المجلس، نظرا للدور الذي لعبته قوات الردع في تحرير الكويت من الغزو العراقي في 1990، وكذلك في إعادة الهدوء وإنقاذ البحرين من مخطط تحويله الى ساحة حرب أهلية وإثارة الفوضى في أرجائه في ما عرف بتداعيات ثورات الربيع العربي.
عسكريا ايضا يعتبر قرار مجلس التعاون الخليجي في نهاية قمته في الكويت، يوم 11 ديسمبر 2013، إنشاء "قيادة عسكرية موحدة" لدول المجلس، من بين أبرز العمل الخليجي المشترك.
سياسيا لا يمكن الحديث عن انجازات المجلس دون المرور عن قرار دول المجلس تصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية بعد ثبوت تدخله وبثه للفوضى في عدد من الدول العربية كاليمن وسوريا ناهيك وهو القرار الذي تبنته بعد أيام جامعة الدول العربية، ويعتبر أجماع الدول الاعضاء للمجلس بالتجاوب مع قرار السعودية بسحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا، للضغط النظام السوري، بعد تأكدها من استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء، وسحب مراقبيها من بعثة جامعة الدول العربية في سورية بشكل جماعي، على اثر اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011، قرار آخر يؤكد اللحمة الخليجية وصمودها أمام ما يحاك ضد الامن العربي والخليجي وعزمها على مزيد العمل على تدعيم التعاون الخليجي المشترك .