نجحت قناة العربية في إعطاء مؤتمر المعارضة الإيرانية الضخم في باريس، توهجاً عربياً ودولياً من خلال تغطيتها المتميزة لهذا الحدث الهام، عبر شاشاتها، وحساباتها الإخبارية بعدة لغات، بينما سجلت منافستها اللدود الجزيرة غياباً أثار كثيراً من الأسئلة والتفسيرات.
وبهذا التميز في الإضاءة على حدث سياسي كالمؤتمر الإيراني، تثبت القناة السعودية قوتها كأحد أهم أدوات القوة الإعلامية الناعمة، التي تملكها المملكة، في ظل عجز الإعلام الرسمي عن التأثير محلياً ودولياً، الأمر الذي تسبب في ضعف الترويج للسياسة السعودية بل حتى الدفاع عنها، أو مجرد إظهار صورتها الحقيقية.
وظهر الفشل الإعلامي الرسمي واضحاً في ثلاث ملفات سعودية هامة، كان يمكن من خلالها خدمة صورة المملكة عربية ودوليا، وهي: عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ورؤية السعودية 2030.
وسجلت القناة التي كانت توصف بقناة السياسة الناعمة، حضورها الأهم منذ تولي رئيسها الجديد، وهو إعلامي شاب صاحب خبرة تلفزيونية قوية، بعد أن مرت بمرحلة ركود نسبي لعدة سنوات حتى كادت أن تخرج خارج قطار المنافسة منذ استقالة رئيسها الصحافي اللامع عبدالرحمن الراشد.
ويتولى الوجه التلفزيوني المعروف تركي الدخيل رئاسة القناة التي وجهت ضربة قاسمة وقاصمة، للإعلام الإيراني، وأكشاكه التلفزيونية والصحافية في عدد من البلدان العربية، بعد أن حظي مؤتمر المعارضة الإيرانية بتغطية تلفزيونية ضخمة، وأصبح كطوفان هادر فشل كثيرون في تحويل النظر عنه.
ويرى كثير من المحللين أن السعودية بحاجة ماسة لإعادة شحن أقنيتها الإعلامية، والتموضع محليا وعربيا ودوليا، بنفس القوة الإعلامية التي كانت عليها فترة الثمانينات والتسعينيات.