بدأ المواطن السعودي يستشعر حدة الاجراءات التقشفية و المرحلة الإنتقالية التي تمر بها المملكة العربية السعودية بعد إعلانها الدخول في خطة إصلاح إقتصادي جذرية تقوم على رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني واللذان يهدفان لانهاء إعتماد السعودية على النفط ولبناء إقتصاد أكثر تنافسية .
في هذا السياق أورد الموقع الرسمي لقناة NDtv مقال ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه بأن المواطن السعودي بدأ يستشعر حدة التغييرات الجذرية التي تحصل في المملكة حيث نقل عن فهد بن رجا وهو تاجر سيارات في الرياض بأنه وبعد دخول السعودية مرحلة التقشف فأن السعوديين يجدون صعوبة في تغطية نفقاتهم، أما سعيد (63 عاما) الذي يعمل سائقا فيما تعمل زوجته في بيع العطور محلية الصنع فيؤكد بأن قيمة الوقود ارتفعت بعد رفع الدعم عنه وهو ما يجعل الحصول على مكسب من المال صعبا في الرياض.
وتقوم خطة الاصلاح الاقتصادي التي أقرتها الحكومة السعودية على رفع الدعم عن البنزين والكهرباء و المياه ورفع تكلفة استيراد المساعدة المنزلية في ظل إمكانية إقرار اجراءات أخرى مقابل توفير مزيد من مواطن الشغل.
ورغم أن التقشف يعتبر مصطلحا نسبيا في السعودية بما ان الحكومة لا تزال تحافظ على سخائها بما النفط لا يزل رخيصا كما أن تكلفة المساعدة المنزلية تعتبر رخيصة بالمقارنة مع المعايير العالمية إلا أن المواطن السعودي يستشعر حدة هذه الاصلاحات التي لم يتعودها من قبل.
وفي هذا السياق يؤكد بروس ريدل، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز قضى 30 عاما في وكالة الاستخبارات المركزية أن الخطر يكمن في أن حزمة الإصلاح لن تقلل من اعتماد السعودية على دخل النفط على المستوى القريب مؤقتا، بما أن المملكة لا تزال عرضة لانخفاض حاد في أسعار النفط، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار ، وهو ما قد يؤدي الى اجراءا تقشفية جديدة.
ومن المتوقع أن ينمو إقتصاد السعودية هذا العام ،بنسبة 1.5 في المئة ، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرغ، و باستثناء الركود الاقتصادي العالمي عام 2009، فهذه النسبة تعتبر أبطأ وتيرة منذ أكثر من عقد من الزمان . وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي أن النمو في الأجل المتوسط يستقر نحو 2.5 في المئة ، وهو ما يكفي بالكاد لخفض واحدة من أعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم .
ويشير موقع قناة ND tv أن الشكوك حول نجاح الخطة الاصلاحية لم تأتي من الخارج فقط حيث إنتقد جميل آل الذيابي ، رئيس صحيفة عكاظ ، طريقة العرض التي قام بها الوزراء لخطة لرؤية السعودية 2030 والتي وصفها بالإإسهاب الفارغ ، فيما أظهرت صورة كرتونية لعبد الله جابر في صحيفة مكة مسؤول سعودي يعرض على مواطن منزلا لكنه يعدل عن العرض فيما بعد.
ومن جانبه يشير غريغوري غوز أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس أن هناك أمثلة عدة لنتائج عكسية لخطط التقشف أبرزها ما حدث في الجزائر الغنية بالنفط في منتصف 1980 عندما فرض صندوق النقد الدولي عليها خفض الانفاق بعد انخفاض أسعار الطاقة، وهو ما أثار احتجاجات وساعد على فوز حزب المعارضة الاسلامية في البلاد في الانتخابات البلدية ودفع الجزائر فيما إلى عقد من العنف.
وهو السيناريو الذي يبدو أن ولي ولي العهد محمد بن سلمان يقرأ له ألف حساب حيث قرر في ابريل ان الحكومة تريد الحد من تأثير خفض الدعم على المواطنين الأكثر فقرا، بعد شكاوى المواطنين حول ارتفاع الأسعار، كما تمت إقالة وزير المياه.
وتختم القناة المقال بالتأكيد على أن الشباب هو من سيحدد مصير خطة الاصلاح بنجاحها أو بفشلها بما أن ما يقرب عن 60 في المئة من 21 مليون مواطن في المملكة تحت سن ال 30.