2016-12-16 

كيف إنتصرت السعودية في معركتها مع منتجي النفط الصخري الأمريكي ؟

من جدة، سلمان الحارثي

إحتدمت المعركة  خلال العامين الماضيين من أجل التفوق في سياسة النفط العالمية و الحصة في السوق بين  المملكة العربية السعودية القائد الفعلي لمنظمة أوبك، ضد  منتجي النفط الصخري في  الولايات المتحدة، وسط تقارير تؤكد بأن سياسة السعودية النفطية نجحت في إلحاق ضرر كبير بحصة النفط الصخري الامريكي في السوق.

 


صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست نقلت فيه عن سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة بايونير للموارد الطبيعية الأمريكية أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة سوف  يحققون أرباحا أكثر خلال  العامين المقبلين  ليتجاوزوا الخسائر التي لحقت بهم في العامين الماضيين مؤكدا بأنه من المنتظر ان يرتفع إنتاج  النفط الصخري في أمريكا بعد قرار اوبك خفض الانتاج.

 

 


وكان إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية في العامين الماضيين شهد تراجعا في الأرباح مما أدى إلى تسريح جماعي لآلاف العمال وتقليص الانتاج لتفادي الإفلاس، غير ان الولايات المتحدة  حريصة الآن على إنتزاع حصتها في السوق بعد عامين من الخسائر وفق ما يؤكده شيفيلد.

 

 

وفي ذات السياق أكد وزير الطاقة الأمريكي إرنست مونيز في مقابلة الاسبوع الماضي أن تكلفة الإنتاج في العام المقبل ستكون أقل بكثير من تكلفة الإنتاج في العام الماضي بالنسبة للنفط الصخري الذي سيعود من جديد للمنافسة على حصته في السوق  طالما أوفت أوبك بوعدها في خفض الانتاج.

 

 


أما بالنسبة للسعودية أكبر منتج عالمي للنفط فقد عانت في العامين الماضيين من تراجع أسعار النفط حيث تباطأ النمو  الاقتصادي، و اتسع العجز في الميزانية وهو ما دفع الحكومة إلى خفض استهلاك الوقود والإعانات.

 

 


ومن المنظور السعودي فإن الخسائر التي مني بها إنتاج النفط الصخري الأمريكي خلال العامين الماضيين يثبت صحة السياسة النفطية السعودية، في الوقت الذي تعتقد فيه الرياض بأن تعهدها بخفض الانتاج إلى نحو 486 ألف برميل نفط يوميا هو  مستوى أقل بكثير مما أضطر منتجو النفط الصخري الأمريكي لخفضه بسبب إنخفاض اسعار النفط خلال العامين الماضيين.

 

 


وهو الموقف الذي يؤيده مسؤول نفطي سعودي حيث أكد بأن منتجي النفط الصخري الأمريكي هم أكثر من خفض الانتاج خلال العامين الماضيين.

 

 


إلى ذلك يشير  كبير مسؤولي الاستثمار في  شركة RCMA دوغ كينغ  انه لو ظلت أسعار النفط عند مستوى  70 دولار  أو 80 دولار  للبرميل الواحد فإن إنتاج الولايات المتحدة كان سيرتفع ليصل  إلى 11 مليون برميل يوميا في العامين الماضيين. لكنه بدلا من ذلك، انخفض  من ذروته التي  بلغت 9.6 مليون برميل يوميا في 2015  إلى 8.6 مليون برميل يوميا في سبتمبر. 

 

 


وفي ذات الوقت الذي تراجع فيه الانتاج الأمريكي ارتفع إنتاج أوبك، حيث إرتفعت  حصتها في السوق إلى ما  يقرب من 42٪ من المعروض العالمي، بعد أن انخفضت إلى أقل من 40٪ في عام 2014، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

 


 وفي هذا السياق يؤكد دان بيكرينغ، المسؤول عن  إدارة الأصول من تيودور، بيكرينغ، بأن استراتيجية أوبك نجحت ذلك ان أعضاء  المنظمة أرادوا حصة أكبر في السوق وهو ما حصلوا عليه بالفعل.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه